مصطفى عبدالله عندما طلب مني المذيع في برنامج "صباح الخير يا مصر" أن أتحدث عن "أخبار الأدب" والدوافع التي أدت إلي تركي رئاسة تحريرها بعد أربعة أشهر فقط؛ اعتذرت موضحا أنها صفحة وطويت بالنسبة لي. ومنذ ذلك اليوم وأنا ملتزم بهذا القرار، إلي أن بادر زميلي مجدي العفيفي، رئيس تحرير "أخبار الأدب" الحالي، بالاتصال بي ليدعوني للمشاركة في الاحتفال بصدور العدد الألف منها، فلم أجد بدا من التلبية، فقد أيقظت فيَّ المناسبة حنيناً لتلك الأيام التي شهدت اسهامي في رسم ملامحها عندما قرر الكاتب الكبير إبراهيم سعده، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم آنذاك، إصدار هذه المطبوعة الأدبية الأسبوعية، وقد تجاوز دوري حدود الاشتراك في وضع تصور تبويب هذه الجريدة الوليدة، واختيار الأقلام الشابة التي يمكن أن تحررها من مختلف ربوع مصر، إلي تسلم راية رئاسة تحريرها من الكاتب جمال الغيطاني. جعلتني المكالمة أخرج عن حيادي، فأوجه الدعوة لكل من ألتقي بهم من الأدباء قبيل الساعات القلائل المتبقية علي بدء الاحتفالية، ثم أقف في استقبال الضيوف المدعويين، جنبا إلي جنب مع أحمد سامح رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وأحمد تاج، مديرها العام، وعلاء عبدالوهاب، سكرتير عام تحريرها، ومجدي العفيفي صاحب العرس. وكنت كلما هّل ضيف انتظر مصافحة وجوه بعينها، شاركتنا أوقات المخاض القاسية، التي امتدت لسنوات حتي اكتملت مرحلة النضج: سعيد إسماعيل، مدير تحرير أخبار الأدب المؤسس، الذي تولي مهمة تحويل الفكرة إلي واقع جسدته صفحات الجريدة بأبوابها وإخراجها الفني، ويوسف ناروز، المصور الذي ظلت هذه المطبوعة تشرق صباح كل أحد بصوره، التي أسهمت في صنع نجومية أدباء مصر، حتي من لم يبرح منهم نجعه إلي يومنا هذا، وطلعت الشايب، المترجم المثقف الذي منح أخبار الأدب شهوراً طويلة، تعدت حدود الترجمات والاستشارات، إلي الاسهام في جميع الأعمال التحريرية، وهو ما أهّله للانضمام رسميا إلي أسرة تحريرها، لولا إرادة القدر، والدكتور يوسف زيدان، صاحب الدور الملموس في الوصول إلي الشكل الذي تقدم به أخبار الأدب التراث العربي إلي قارئها، وكان هذا في وقت سابق علي تعيينه مديراً لمركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وكذا: عزت القمحاوي مدير تحريرها في السنوات الاخيرة، وريم داوود، ومحمد عيد إبراهيم. وكذا كنت أنتظر أن تشارك في احتفالية العدد الألف هذه الكوكبة من المبدعين الذين اكتشفتهم أخبار الأدب عندما فازوا بجوائزها في القصة التي كان نجيب محفوظ أول راع لها: أمينة زيدان، علاء البربري، هويدا صالح، أحمد أبو خنيجر، عبد الجواد خفاجي، نجلاء علام، عصام راسم فهمي، وغيرهم من الأدباء الذين ينتشرون بطول بر مصر. وهاجت شجوني عندما لم أر أحدًا من كل هؤلاء، ولم يخفف من وطأة هذا الإحساس سوي مفارقة يصعب ألا أسجلها في هذه المناسبة: محمد المنسي قنديل.. طيرنا المهاجرمنذ سنوات إلي كندا يحط في أحضاني، وأشرف الخمايسي الذي نشرت أخبار الأدب أولي قصصه "الأرض الرءوم" في عددها الأول بجوار قصيدة البياتي ومادة عن العقاد، لكنه هجر الكتابة نحو عشر سنوات اعتراضًا علي جدوي ما يكتب، وجدته يجلس إلي جواري.. أسعدني الخمايسي عندما نقل إليّ انطباع الكاتبة الكبيرة نعم الباز عند رؤيتي، فهرعت إليها مقدراً لها أمومتها وأستاذيتها، لاسيما وأنها حرصت علي الإشادة علي الملأ بقيمة ما أصدرت من أعداد أخبار الأدب أثناء رئاستي لتحريرها.. وخفف كثيراً من وطأة شجوني حرص الصديق الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، علي المشاركة في هذه الاحتفالية، والتأكيد علي قيمة أخبار الأدب، وتأثيرها الواسع في مثقفي العالم العربي، وكذا مشاركة السيد ياسين، ووحيد حامد في الندوة التي أدارها العفيفي حول مستقبل الثقافة فيما تشهده مصر من متغيرات. ويبلور الكاتب الكبير يوسف الشاروني مظاهر الوفاء لمسيرة الجريدة، عندما يأتي متوكئاً علي عصاه، حاني الظهر، يجر قدميه في خطوات ضيقة مرتبكة، ويلحق به: عبد الوهاب الأسواني، ومحمد إبراهيم مبروك، وسعيد الكفراوي، ومحمد قطب، ونبيل عبدالحميد، ومدحت الجيار، وعصام دراز، ومحمود قاسم، وعادل حمودة، ونبيل زكي، ونوال مصطفي، وسعيد عبده، والنقاد الدكاترة: حسين حمودة، يسري العزب، أحمد سخسوخ، شريف الجيار، والشاعر عيد عبد الحليم، رئيس التحرير الجديد لمجلة "أدب ونقد".