سهىر جبر قبل ايام مات المواطن اليمني عدنان لطيف (32 عاما) في زنزانته في معتقل جوانتانامو وكان من اوائل من دخل المعتقل في 2002عند انشائه. اصبح عدنان المعتقل رقم 9 الذي يموت في جوانتانامو، 6 منهم ماتوا منتحرين. الحراس عثروا علي عدنان فاقد الوعي في زنزانته ونقل لمستشفي المعتقل وفشلت محاولات الاطباء لانقاذ حياته واعلنوا وفاته.لم يحدد الاطباء ان كان عدنان قد مات بشكل طبيعي ام منتحرا.. لقد حاول الانتحار في 2009 بقطع شرايين يده وتكررت محاولة انتحاره عدة مرات.لقد كان عدنان في حالة يأس شديدة كما ظهر في خطابه لمحاميه..وصف عدنان جوانتانامو بأنه سجن لا يعرف الانسانية ولا يعرف سوي لغة القوة والقمع والاهانة لمن يدخله.. كان يحلم بالموت فهو الخلاص له.. لم يعد هناك امل سوي الموت، فالحياة لم تعد توصف بحياة بل اصبحت موتا بطيئا وتعذيبا مستمرا. عدنان حصل علي حكم من المحكمة يبرئه من ارتكاب اي جريمة في 2004 و2007 و2009 و 2010من قاضي محكمة امريكية يدعي هنري كنيدي.. وطلب القاضي الامريكي من حكومة اوباما تسهيل اطلاق سراحه ومع هذا ظل في المعتقل 3 سنوات هو ومئات من المعتقلين لعدم وجود دولة تقبل باستقبالهم ورفضت حكومة اوباما ارسال اليمنيين الذين يشكلون ثلثي المعتقلين لليمن خوفا من استئناف نشاطهم. لقد استأنفت حكومة اوباما حكم البراءة لذا بقي عدنان في المعتقل.لم يتحمل عدنان ان يبقي سجينا ليس لانه ارتكب جريمة ولكن لانه يمني، فوضع انسان برئ في قفص يجعله يموت نفسيا كل لحظة والاستمرار في اعتقال بلا موعد محدد للافراج يكفي لتحطيم نفسية اي انسان. عاش عدنان يوما وراء يوم يري حياته تنسحب من بين يديه ولا امل في اطلاق سراحه ولا امل بمغادرة المعتقل الا بالموت.فهل انهي حياته بنفسه ام ان الله استجاب لرغبته في الخلاص؟.لقد تعرض عدنان لحادث سيارة في 1994وذهب لافغانستان للعلاج من اصابة في الرأس عندما اعتقله الباكستانيون ثم سلموه لامريكا التي ارسلته لجوانتانامو .كان عدنان معاقبا لقيامه بإلقاء الطعام علي حارس الزنزانة عندما مات.ربما موته ذكر الامريكيين بجوانتانامو فقد اصدرت الحكومة امرا بنقل 55 من المعتقلين لدول اخري او ربما تذكر اوباما وعده للامريكيين في اول يوم لتوليه الرئاسة بإغلاق معتقل جوانتانامو الذي اضر وجوده بسمعة امريكا .لم يف اوباما بالوعد بسبب عرقلة الكونجرس له وحتي اليوم ما زال معتقل جوانتانامو شاهدا علي انتهاك امريكا لحقوق الانسان ويضم بين جنباته167 معتقلا تم تبرءة 126 منهم من الجيش الامريكي والمخابرات الا ان امريكا لا تجد دولا تقبل باستضافتهم. منذ انتخاب اوباما تم تسليم 28 معتقلا لدولهم و40 اخرين لدول اخري. لم يعد ضمير الامريكيين يعذبهم بسبب بقاء المعتقلين بدون محاكمة او توجيه اتهامات لهم ولا مظاهرات امريكية لاطلاق سراحهم لقد نسوا الانسانية واغمضوا اعينهم عن حقوق المعتقلين والكثير منهم امضي 10 سنوات كاملة داخل زنزانات هي اقفاص من حديد محرومين من ابسط حقوق الانسان . لقد استبدل اوباما اعتقال المشتبه في انهم ارهابيون بأوامر مباشرة منه بالقتل بالطائرات بدون طيار ولكن الي اي مدي تتصف المعلومات المخابراتية والتحريات بالمصداقية والدقة وكم من الابرياء سقطوا ضحايا لاوامر اوباما بالقتل؟ لقد خبا اهتمام الامريكيين وحتي العالم بمعتقلي جوانتانامو المحتجزين بدون توجيه اتهامات لهم و بدون محاكمة ولم يعد احد يتذكر معاناتهم وبعضهم فقد عقله من شدة التعذيب فك الله اسرهم .