جمال الغىطانى مفاجأة رائعة من اليمن. طبعة جديدة محققة للكتاب الأشمل والأعمق في علوم التصوف »الفتوحات المكية« للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي. بتحقيق العلامة عبدالعزيز سلطان المنصوب يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح في المقدمة إنه ما من كتاب ظلم مثل الفتوحات، وذلك لأخطاء النساخ وعدم فهمهم للنص ولأسراره، ولغة الشيخ الأكبر، طبع من قبل في مصر لأول مرة بمطبعة بولاق في أربعة مجلدات، ثم طبعه الأمير عبدالقادر الجزائري، ثم بدأ الدكتور عثمان يحيي اصداره محققا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولم يصدر منه إلا أربعة عشر مجلدا تعادل في مجموعها المجلد الأول من طبعة بولاق، وتوفي المحقق قبل أن يتم عمله الكبير والذي أصر علي أن يتصدي له بمفرده وبالتالي احتاج إلي وقت طويل، اضافة إلي ملاحظة سلبية في التحقيق، ذلك انه أضاف عناوين داخلية من عنده فجاءت مقحمة علي النص اضافة إلي تحميلها بإشارات من مذهبه الخاص، أعني الاسماعيلية، وهو مذهب متفرع من الشيعة، اذن، يمكن اعتبار التحقيق اليمني أول جهد علمي يصل إلي مداه في تقديم كتاب الفتوحات محققا لأول مرة بعد أن أمضي خمس سنوات في الدراسة والتمعن لما حصل عليه من أصول مكتوبة بخط ابن عربي نفسه، الطبعة اليمنية تقع في عشرة مجلدات وسوف أعود إليها مفصلا بعد ان انتهي من قراءتها رغم انني أعايش الفتوحات المكية منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، لا أكف عن الابحار في محيطه، ومحاولة سبر أغواره وادراك بعض من أسراره، ومما أسعدني علمي أن هذه الطبعة سوف تصدر عن المجلس الأعلي للثقافة في القاهرة كما أخبرني الدكتور سعيد توفيق أمين المجلس، ان صدور هذه الطبعة المحققة حدث علمي وأدبي يستحق الترحيب وتحية لكل من أسهم فيه بقدر، ونتمني صدور الطبعة المصرية منه في أقرب وقت حتي يتاح للمريدين والباحثين عن الحقيقة.