يهمني الاشارة إلي الظروف العالمية والتي أدت إلي سرعة انتشار اخبار وتفاصيل رحلته ومغامرته الصحراوية علي الساحة الدولية فخلال الفترة من عام ألف تسعمائة وستة عشرة حتي عام ألف تسعمائة خمسة وعشرين كان العالم اجمع مبهورا بالصحراء فقد اكتسح فيلم هوليوود »الشيخ« لرودولف فلانتينو عن مغامرة رومانسية في الصحراء وداعب خيال البشر وابهرهم كما بدأت اخبار مغامرات توماس ادوارد لورنس والمشهور بلورنس العرب تنتشر وتعرف وهو البريطاني الذي انضم للقوات العربية بقيادة فيصل ابن الحسين لمحاربة الاتراك عام ألف تسعمائة وستة عشرة ثم قاد عملية احتلال العقبة عام ألف تسعمائة وثمانية عشرة وخلال هذه العمليات تعامل مع طبيعة اخطر التضاريس الصحراوية بالجزيرة العربية مما حوله لاسطورة شاهدناها جميعا في الفيلم الذي انتج منذ اكثر من ثلاثين عاما وتميز بالتصوير المبهر للصحراء. ووسط هذه الحقبة الزمنية الرائعة سطع نجم مغامر وبطل مصري ليأخذ مكانة مرموقة علي المستوي الدولي ويبهر العالم بشخصيته وجسارته ورجولته وهو أحمد حسنين باشا. من الاهمية ان اشير الي مصادر معلوماتي المرتبطة بهذا التاريخ العظيم والذي يجب ان نفخر به والا ننساه هناك الكتاب الذي الفه حسنين باشا باسم في صحراء ليبيا باللغة العربية والكتاب الذي الفه باللغة الانجليزية باسم الواحات المفقودة والذي تمت ترجمته للغة الالمانية بنفس العنوان والذي اعادت اصداره اخيرا مطبعة الجامعة الامريكية بالقاهرة واعيد طبعه منذ أربعة أعوام من المجلس الأعلي للثقافة كما اطلعت علي قصاصات الصحف والمجلات المصرية الصادرة خلال تلك الحقبة ومجلة الجمعية الجغرافية الدولية الصادرة عام الف تسعمائة أربعة وعشرين والتي نشرت تفاصيل الرحلة التاريخية ومعها صور رائعة طبع احمد حسنين علي اول صفحة في كتابه »في صحراء ليبيا« والمقصود الصحاري المصرية والليبية ابيات شعر كتبها له امير الشعراء شوقي: هذا الكتاب رواية عن رحلة في التيه أو عن نزهة في الغاب صحراء في طول الظنون وعرضها تطوي وتنشر في فصول كتاب ومقدمة الكتاب بقلم احمد لطفي السيد مدير الجامعة المصرية وببلاغة رائعة سجل رأيه في شخص احمد حسنين وحبه وولعه بالصحراء ومن ضمن ما كتب »اقرأوا كتابه تروا حبه لآفاق الصحراء وغرامه بكل ما في الصحراء يتجلي في كل مواطن بارزا يغشي كل ما دونه من الاحساسات الاخري«.. كما كتب »فما كل امريء رحالة ولا كل نفس تطيق ما احبته نفس الرحالة أحمد حسنين« ايضا كتب الدكتور هيوم مدير قسم الجيولوجيا المصرية في ذلك الوقت »ان رحلة أحمد بك حسنين قد فتحت امامنا منطقة عظيمة كانت حتي الان من مجاهل الارض« احدثت رحلة أحمد حسنين دويا عالميا فقامت المجلة الجغرافية الدولية المعروفة بنشر تفاصيل رحلته في عددها الصادر في شهر سبتمبر عام ألف تسعمائة اربعة وعشرين علي خمس واربعين صفحة تتخللها اربع واربعون صورة التقطها حسنين خلال رحلته ومنها صورة نادرة لحصن شالي بواحة سيوة وهو مكتمل البناء وأول صورة في التاريخ لرسومات الانسان المصري الاول علي صخور وبكهوف جبل وواحة العوينات. كما طبعت خريطة تفصيلية لخط سير الرحلة ومقدمة من رئيس التحرير يشيد فيها بانجازه التاريخي وفي حفل مهيب بالاسكندرية مساء يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من اغسطس عام ثلاثة وعشرين وتحت رعاية الملك فؤاد تم القاء قصيدة شعر رائعة كتبها أمير الشعراء تحية للرحالة المصري المقدام أحمد محمد حسنين اختار منها بيتا واحدا: رحالة الشرق أن البيد قد علمت بأنك الليث لم يخلق به الفزع