لا أعرف هل ما يتردد عن علاقة قرابة بين الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء مع الدكتور اسماعيل هنية رئيس الوزراء السابق في الحكومة الفلسطينية المقالة.. صحيح أم .. ولكن لا يهمنا هذه الامور الشخصية.. وما يهمنا اذا كان هنية قد زار قنديل في مكتبه من باب القرابة ام زيارة رسمية.. اذا كانت زيارة قريب لقريب.. فقد اختارا المكان الخطأ.. واذا كان لقاء رسميا بين رئيس وزراء مصر وفلسطين.. فهذا هو الخطأ جملة وتفصيلا. لان مصر الدولة لا تعرف الا السلطة الفلسطينية بحكومتها هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.. ليست مصر فقط ولكن العالم كله يعرف.. ولا يعترف الا بذلك.. علي الاقل حتي الان.. ولحين إتمام المصالحة الفلسطينية واجراء الانتخابات.. وحينذاك يحكم من يحكم.. ولذلك كان غريبا ان تلتقي قيادة حماس مع رئيس وزراء مصر.. لان لقاءات حماس وفتح تتم مع المسئولين عن ملف المصالحة بالاجهزة المصرية. ما حذرنا منه كثيرا ان تحسب الحكومة خطواتها السياسية جيدا تجاه حركة حماس.. فالامر ليس توافقا ايدلوجيا أو تعاطف مشاعر أو خفه دم فصيل فلسطيني علي آخر.. ولكن مصلحة مصر والقضية الفلسطينية.. ولذلك كان متوقعا ردود الفعل الغاضبة من السلطة الفلسطينية والتصريحات الصادرة عنهم. ان اللقاء بين قنديل وهنية يكرس للانقسام الفلسطيني، بين حماس وفتح وبين الانفصال بين غزة ورام الله.. وان مناقشة اي قضايا في اطار رسمي بين حماس ومصر، ومنها علي سبيل المثال اقامة منطقة تجارة حرة في رفح، ما هو الا تحقيق لهدف اسرائيل يتخليها عن مسئوليتها كسلطة احتلال في توفير كل الاحتياجات لسكان القطاع.. ويلقي بهذه المسئولية علي مصر. كل مسئول فلسطيني. اعرب عن مخاوفه من لقاء هنية وقنديل.. معه حق. ولكن ما يطمئن ان هنية خرج من لقاء رئيس الوزراء كما دخل بخفي حنين.. رغم تقدمه بقائمة مطالب لمصر..؟!