بسام الدادة فى حواره مع »الأخبار« أجري الحوار : حازم بدر نشگر للقيادة المصرية اهتمامها بقضيتنا ونطالبها بطرد السفير السوري رغم ما يبدو من ضبابية المشهد في الحالة السورية، إلا أن الحوار مع المستشار السياسي للجيش الحر بسام الدادة يبعث علي الأمل.. فمع كل قذيفة يطلقها بشار في اتجاه شعبه، يري الدادة أنها مؤشر لاقتراب النهاية.. ومع كل ما يشاع عن إمتلاكه لأسلحة كيماوية إلا أن الرجل يتمسك بقوله أن هناك ثلاثة أسباب تحول بين بشار واستخدام هذه الأسلحة. حول ملف تفجيرات مبني الأمن القومي، والتي تضاربت الأنباء بشأن الجهات المسئولة عن الحادث. قال الدادة متحمسا: "التفجير الذي أستهدف مبني الأمن القومي في سوريا وتسبب في مقتل وزير الدفاع السوري ونائبه وبعض من كبار مساعدي الرئيس السوري هو من إنتاج وإخراج الجيش الحر. ونفي ما تردد عن أن التفجير قد يكون انتحاريا، وقال: " الجيش الحر لا يعتمد هذا الشكل من المقاومة لأنه يقدر قيمة الإنسان " . وأوضح الدادة أن عملية التفجير تم الإعداد لها بناء علي جهد مخابراتي، ساعدنا فيه أعضاء من الجيش النظامي موالين للثورة، لكننا طالبناهم بعدم الانشقاق عن الجيش ، حتي يمكننا الاستفادة من خدماتهم.. ومن خلال هذا الجهد المخابراتي تم رصد الغرفة التي يعقد فيها القادة اجتماعاتهم، بل وتم رصد أبعاد طاولة الاجتماعات التي يجلسون عليها وعرفنا أن طولها 4 أمتار، وعرضها متر وربع، واستهدف التفجير هذه الطاولة. ونفي الدادة ما تردد عن وجود عمر سليمان مع القادة الذين قتلوا في التفجير، وقال ساخرا: " هذه إشاعات بثتها مخابرات بشار الأسد لصرف الأنظار عن هذا الحادث المهم". هذه العملية وغيرها من العمليات التي ينفذها الجيش الحر تبدو للمراقبين بأنها حرب استنزاف يخوضها الجيش الحر لإنهاك قوة بشار الأسد، ورغم سعادة الشعوب العربية بقدرة الجيش الحر علي المضي قدما في هذا التوجه، إلا أن البعض يخشي من استخدام بشار للأسلحة الكيماوية لوضع حد لهذه المعركة؟ بكل الثقة يرد أن الأسد ورغم امتلاكه الأسلحة الكيماوية إلا أنه سيظل عاجزا عن استخدامها. وهناك ثلاثة أسباب لذلك أهمها الخوف من الملاحقة الجنائية الدولية إذا اضطروا إلي الهرب خارج الأراضي السورية، ومراعاة رد فعل دول الجوار خاصة تركيا، التي لن تقف مكتوفة الأيدي، لأن الضرر سيمتد لها، وأخيرا عدم قدرة النظام علي استخدام هذه الأسلحة بشكل طائفي لاستهداف طائفة بعينها، لاقتراب المناطق السورية من بعضها ". وحمل المستشار السياسي للجيش الحر ما يسمي ب " القيادة المشتركة " بالداخل مسئولية إشاعة الخوف والفزع من استخدام الأسلحة الكيماوية، مؤكدا أنها لا تنتمي للجيش الحر، كما أشيع، لكنها أحد أدوات النظام التي يتم استخدامها لتمرير شائعات وأخبار مغرضة. " الشارع هو من سيلفظ الجهة التي لا تعمل لصالحه من بين صفوف المعارضة السورية، والشعب السوري من الذكاء بحيث يستطيع أن يدرك من يعمل معه، ومن يعمل ضده". وطمأن الدادة المهتمين بالشأن السوري من أن الورقة الكردية التي تمت إثارتها في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد مؤخرا بالقاهرة عبر الإصرار علي تضمين كلمة " الشعب الكردي " لوثيقة العهد الوطني، لن يكون لها تأثير علي مستقبل الثورة. وقال: "الأكراد يمثلون 5 ٪ من الشعب السوري، وهم متفرقون في مناطق مختلفة، وما طالبت به قياداتهم في مؤتمر المعارضة بالقاهرة أكبر بكثير من حجمهم، هذه القيادات لا تمثل الأكراد، وما نسمعه من الأكراد أنهم بريئون منهم، فمعظمهم له أجندات خارجية يعمل لها". وماذا عن اللجنة الرباعية بشأن سوريا (مصر - السعودية - تركيا - إيران)، والتي تشكلت انطلاقا من المبادرة المصرية لحل الأزمة. قال: "المشكلة في إيران، فلا يمكن أن تكون جزءا من الحل، وهي أساس المشكلة بتقديمها الدعم لنظام الأسد". ومع ذلك أثني الدادة علي اهتمام مصر بالشأن السوري، مضيفا: " هذا عودة للدور المصري المهم، والذي افتقده العرب طيلة العقود الماضية ". وتمني الستشار السياسي للجيش الحر أقدمت القيادة المصرية علي خطوة مهمة سيكون لها تأثير معنوي كبير عليهم، وهي طرد السفير السوري من القاهرة والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا لسوريا وتسليمه مقر السفارة ". وقبل أن يختم حواره معنا قال: "أحب أن أطمئن الشعب السوري والعرب جميعا بأن النصر قادم.. وكلما أرسل لنا بشار بقذيفة فهذا مؤشر لاقتراب نهايته".