ماذا فعلنا بأرضنا الزراعية؟ وبمعني اكثر تحديدا ماذا فعلوا بمصنع قوتنا اليومي؟!. منذ 04 سنة كان من ينظر من الطائرة الي هذه الأرض يري بساطا أخضر يزهو بعلامات العطاء ودلالات النماء.. أما الآن فقد اختلفت الصورة، وتبدلت ملامحها.. فمن ينظر من »فوق« الي »تحت« يري غابة من الخرسانة المسلحة تحتل مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية.. كتل خرسانية تتطاول في البنيان من حين لآخر، وكأن الانتشار العشوائي اصبح شغلنا الشاغل أما تأمين احتياجاتنا من الغذاء فلا يهم ! مليون و002 فدان من أجود الأراضي المنتجة فقدتها الخريطة الزراعية خلال العقود الأربعة الأخيرة.. وأذكر ان أولي حلقات مسلسل التحدي والتعدي علي الأرض الطيبة بدأت في الثمانينيات.. بتجريفها وحرق خصوبتها في قمائن الطوب. وفي التسعينيات ظهر سماسرة تبوير الأرض وزراعتها بالمباني بدلا من الحاصلات وبعد ذلك انتقل التعدي من الحالات الفردية الي مستوي الظاهرة. كما أدي دمج القطاع الزراعي في قائمة الاقتصاد الحر الي اشتعال اسعار مستلزمات الانتاح وتعرض المزارعين لخسائر وبالتالي هجرة الكثيرين لهذا النشاط الحيوي! هذه العوامل مجتمعة ادت الي ما نحن فيه الآن.. انخفاض المعروض من المنتجات الزراعية امام زيادة ملحوظة في الطلب عليها.. والنتيجة شراء المستهلكين للسلع بأسعار مجنونة.. فهل يعود إلينا العقل لنعيد الاعتبار الي الزراعة.. هل نتصالح مع أنفسنا ومع أرضنا حتني لا يستنزف الاستيراد أموالنا؟!