توقفت طويلا امام هذا الخبر الذي نشره الصديق العزيز حازم نصر مدير مكتب جريدة »الاخبار« بالدقهلية.. الخبر يقول ان قرية التحسين التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية اعلنت استقلالها عن المحافظة.. أهالي القرية اعلنوا حالة العصيان احتجاجا علي تجاهل المسئولين لمطالبهم وارسلوا رسالة إلي الرئيس محمد مرسي، قالوا فيها انهم يعلنون الانفصال إداريا عن المحافظة، وحكامها الظالمين، مع التأكيد علي خضوعهم الكامل لقوانين الدولة المصرية، وشرطتها وجيشها ورئاستها لعلهم يجدوا عند رئاسة الجمهورية ما لم يجدوه عند الجهاز الإداري للمحافظة، وقرروا إعلان قريتهم »قرية منكوبة« والرحيل عنها بأولادهم ونسائهم للإقامة في مخيم يعتزمون اقامته بجوار القصر الجمهوري. قالوا نحن 3 آلاف مواطن، وما أن تقع عيناك علي قريتنا حتي تشعر أنك تشاهد عصراً غير العصر وزمناً غير الزمن، تقرأ في ثناياها ملامح لعهود الظلم والفساد والفقر والقهر والجهل والمرض والشقاء والعناء.. تذكرت وانا أقرأ الخبر حكاية استقلال »جمهورية زفتي« .. تلك المدينة المصرية التي سطر التاريخ اسمها بحروف من نور بعد ان اعلنت استقلالها عن مصر في مارس 1919 احتجاجا علي اعتقال المناضل سعد زغلول ورفاقه من الثوار الاحرار ونفيهم إلي جزيرة سيشل وخرج المصريون مسيحيين ومسلمين في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم ضد هذا الإجراء التعسفي.. لكن أهالي زفتي قاموا بعمل غير مسبوق واعلنوا الانفصال عن المملكة المصرية واعلان الاستقلال وانشاء جمهورية للفت أنظار العالم لمدي التأييد الشعبي لسعد زغلول ورفاقه وكان لهم ما ارادوا.. كان ذلك مفاجأة مدوية في هذا الزمان وكان لها أثر بالغ الأهمية عند جموع المصريين. إنني علي ثقة ان اهالي قرية »التحسين« وطنيون حتي النخاع لجاوا الي العصيان المدني بعد ان فاض بهم الكيل من تجاهل المسئولين بالمحافظة لمشاكلهم.. هذا يؤكد ان قنوات الاتصال ما زالت مقطوعة بين الشعب والحكومة بعد الثورة.. ولا عزاء لديوان المظالم.