محمد الشماع تعودنا منذ قيام ثورة يناير ان جميع الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والاضرابات هي كلها ضد الحكومة والنظام، لكن ما يحدث اليوم عند حدائق الاهرام هو أول وقفة احتجاجية مع الحكومة ضد الممارسات الخاطئة من إحدي جمعيات البناء والاسكان - التي غفلت عن مراقبة نشاطها هيئة تعاونيات البناء والاسكان - المفروض فيها انها تؤدي خدمات لاعضائها، لا ان تسبب لهم المشاكل والازمات وتنغص عليهم حياتهم! الوقفة الاحتجاجية السلمية لاعضاء الجمعية اليوم هو تصرف حضاري إيجابي من الاعضاء في مواجهة مجلس إدارة الجمعية التعاونية لبناء المساكن وتعمير صحراء الاهرام بهدف البحث عن حقوقهم الضائعة ويطالبون الجمعية بتطبيق القانون والالتزام بحماية ورعاية مصالح الاعضاء وان يحسنوا التصرف في املاكهم ورعايتها وعدم تبديدها، بل تنميتها والمساهمة في اقامة مشروعات تخدم هؤلاء الاعضاء وليس التربح او المتاجرة بمصالح الاعضاء، أو مخالفة شروط انشاء الجمعية والتفريط في ثقة جموع الاعضاء التي منحوها لمجلس الادارة. وقفة احتجاجية من الأعضاء الذين فشلوا في توجيه الجمعية للصالح العام فقرروا القيام بالوقفة الاحتجاجية السلمية للمخالفات الصارخة لمجلس الادارة واولها عدم عرض الميزانية العمومية للجمعية علي الاعضاء مما يترتب عليه حل المجلس وثاني المخالفات الاعلان عن مناقصة وهمية لبناء سور حول المدينة بالمخالفة ودون الحصول علي الموافقات والتراخيص اللازمة وخداع الاعضاء وايهامهم بوجود رخصة، تبين انها صادرة من حي الهرم سنة 0002 بغرض انشاء 4 بوابات وسور لا يحجب الرؤية حول المدينة وقد تم تنفيذها بالفعل!، ايضا تراخي مجلس الادارة في تحصيل مستحقات الجمعية مما أدي الي تدهور الحالة الفنية لمرافق المدينة وقيام الجمعية بانشاء بوابة علي طريق مصر الفيوم بدون تراخيص، ومخالفة للاجراءات القانونية وهو ما يعد جريمة اهدار مال عام. المخالفات تشترك فيها معظم الجمعيات في مصر، لكن قيام سكان المدينة باتخاذ جميع الاجراءات للمحافظة علي مدينتهم وأموالهم ولا يتبقي إلا ان تقف الحكومة ممثلة في وزير الاسكان إلي جانب السكان للحفاظ علي ما تبقي من المدينة التي كانت جميلة وأصابها العبث والمخالفات فبدأت التحول السريع إلي العشوائيات قبل ان تكتمل بالشكل الذي كان يحلم به الأعضاء! فمتي تقوم هيئة تعاونيات البناء والاسكان بوقفة علي الاقل تحتج فيها علي انحرافات الجمعيات؟!