نفسي أكتب مقالا من غير معارك ولا خلافات، من غير دم، ولا قتل، ولا صراخ، ولا عنف، ولا سباب، ولا مشاكل، نفسي اصحو يوما لأجد مصر، أقل عنفا، وأكثر هدوءا، أسير في الشارع فأجد وجوه الناس مبتسمة، وابتسامتهم عذبة، أو اقف أمام حديقة لأشاهد تفتح الزهور فيها، الزهور التي كدنا أن ننساها، بعد أن دخلت في قائمة الممنوعات، والأشياء الغريبة والبعيدة والنادرة.. قبل يومين اقترحت علي الصديقة الدكتورة فاطمه البودي بمناسبة افتتاح المقر الجديد لدار العين للنشر، أن تضع ورودا ملونة في شرفة البلكونة، لتكون الشرفة الوحيدة بوسط المدينة المميزة بالورود، وتكون اشهر شرفة في مصر.. فجأة تنبهت أن الورود أصبحت عملة نادرة، وأن وجودها في حياتنا بحاجة الي اقتراحات وخطط وتصورات.. أتمني أن نبدأ يومنا بالتفاؤل، أن أذهب الي عملي، فأجد زميلي خاليا من الشكوي، والتبرم، والضجر، أن أكف أنا نفسي عن الشكوي والضيق والغضب.. أن أتجاوز التعريف بالسلب الي خطوات أكثر إيجابية، بدلا من أمنياتي بأن لا يوجد هذا أو ذاك، الي التمنيات بالوجود نفسه، الوجود العذب، الطيب، الهاديء المنتج، الحياة المبهجة، والحميمية، يرسل لي أحد الأصدقاء علي صفحة الفيسبوك أغنية عفاف راضي" ردوا السلام" لحن بليغ حمدي، أتوقف امام الكلمات البديهية الطبيعية، وأندهش من عذوبة، لم تعد في حياتنا ( ردوا السلام، إلا السلام ده غالي).