أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس في خطاب ألقاه امام برلمان بلاده انه "لن يقبل بديلا للوحدة" رغم التزامه باتفاق السلام الشامل الذي يقضي باجراء استفتاء مطلع العام المقبل لتقرير مصير جنوب السودان. وقال البشير: "علي الرغم من التزامنا باتفاق السلام الشامل، إلا أننا لن نقبل بديلا للوحدة"، مضيفا "الوحدة هي الخيار الراجح للجنوب اذا اتيحت له حرية الاختيار في استفتاء حر ونزيه". وتابع أن "ترسيم الحدود عامل حاسم في اجراء استفتاء عادل ونزيه". وتعد مسألة ترسيم الحدود بالغة الحساسية نظرا الي ان حقول النفط الرئيسية تقع في المناطق الحدودية. وبموجب اتفاقية السلام الشامل التي انهت في العام 2005 حربا أهلية دامت 21 عاما بين الشمال والجنوب، كان يفترض ان يتوصل الطرفان الي اتفاق علي ترسيم الحدود في غضون ثلاثة اشهر، الا انهما حتي الان لم يتمكنا من تسوية الخلافات القائمة بينهما في هذا الشأن. وفي سياق متصل، حذر وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين من أن نجاح الانفصال في السودان سيؤدي إلي فتح شهية الانفصاليين في الدول العربية والأفريقية بالمطالبة بالانفصالات مثلما حدث في اليمن ودول أخري. من جهة أخري، أعلن باقان أموم رئيس وفد جنوب السودان في المحادثات الجارية بين الشمال والجنوب في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بشأن مستقبل منطقة أبيي التي تعد عقبة أمام الاستفتاء علي الانفصال- فشل جولة المحادثات بين الجانبين. وأضاف أموم، أمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان "أمامنا 90 يوما. الوقت حساس للغاية. اذا فشل الجانبان في تسوية هذه القضايا فقد يؤدي ذلك الي نهاية عملية السلام ذاتها، والسلام قد يتداعي في السودان." وعلي الصعيد ذاته، أكدت مصادر سودانية أن الوساطة الأمريكية في مفاوضات "أبيي" توقفت علي ان تستكمل بمشاركة نائبي رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه بعد أسبوعين. وكانت مباحثات منطقة "ابيي" قد بدأت في العاصمة الاثيوبية يوم الاحد الماضي ورأس جانب الحركة الشعبية فيها باقان أموم بالإضافة إلي دينق الور وزير التعاون الدولي في حكومة الجنوب، بينما رأس الجانب الحكومي السوداني في تلك المباحثات صلاح قوش مستشار الرئيس السوداني لشئون الامن.