إىمان انور فرد صاحبنا ذراعيه وَطمَطع .. وطأطأ رأسه يمينا وشمالا قائلا بغرور .. كتابي حقق مبيعات مذهلة .. فلم أعقب .. لأن كتابه هذا الذي يحكي عنه في رأيي ما يسواش بصلة .. فما أسهل اليوم أن تجمع ملفات مسروقة عبر مواقع الإنترنت أو حتي الأرشيف الصحفي حول موضوع ما شائك وحساس مثل الجنس أو السياسة أو الدين.. وترص هذه الأوراق في فصول متعاقبة يجمعها غلاف ملون جذاب ليصبح كتابا سلق بيض في ساعة زمن.. وتصدق نفسك أنك أصبحت في يوم وليلة مؤلفا فلتة وعبقريا .. وما أكثر هذه النوعية من الكتب التي نراها اليوم علي الأرصفة عند باعة الصحف والمجلات وتحقق بالفعل رواجا... وبصرف النظر عن إن كان صاحبنا يكذب أو يتجمل.. فإن انتشار الكتاب وازدياد مبيعاته لا يعني أنه مهم علي صعيد الأدب والكتابة.. ولا يعني توالي طبعاته بالضرورة أنه سيصبح علامة في الإنجاز الثقافي.. فالانتشار أمر تتحكم فيه علاقات السوق .. وأشياء أخري عديدة مثل الإعلام والدعاية المستمرة وحديث المشاهير عن الكتاب.. ووجود بعض الإثارة التي تضمن للكتاب انتشارا سهلا.. تلك بعض الأسباب التي تخلق ظاهرة الأكثر مبيعا.. أو البست سيلر.. وقد عرفت صناعة النشر في العالم.. وخاصة في عواصم النشر الكبري مثل لندن وباريس ونيويورك.. كيف تجعل هذه الظاهرة تدر أرباحا هائلة عليها.. ما جعل صناعة الكتاب من بين الأنشطة التجارية التي تمثل قطاعا اقتصاديا ضخما قد لا يقل أهمية عن صناعة السيارات أو السجائر مثلا .. والكتاب في الأول والآخر سلعة مثل غيره من السلع.. إذا أحسن ترويجها ضربت أرقاما قياسية في التوزيع والانتشار.. لكن هذا النوع من التوزيع ممكن في المجتمعات التي تقرأ.. والأسواق الضخمة الواسعة.. أما عندنا فإنه يظل ضعيفا بسبب ضعف القراءة أولا.. وضعف علاقات السوق ثانيا.. ما يجعل ظاهرة الكتاب الأوسع انتشارا أمرا محدودا ورمزيا.. وعندما يقول ( صاحبنا إياه ) إن كتابه وزع كثيرا فهذا يعني أنه وزع بضعة آلاف من النسخ.. أو عشرات الآلاف في أقصي تقدير !!..