في حواره مع أسرة »الأخبار« أكد د. فاروق الباز أن دلتا النيل لن تغرق ولو ذابت كل ثلوج الدنيا.. وهذا التصريح ليس صحيحا في مجمله.. فالدكتور الباز نسي أو تناسي تقارير اللجنة الدولية لتغير المناخ في تقاريرها الأربعة والتي أكدت فيها أن الاحترار الكوني يتسبب في ارتفاع مستوي المياه في البحار مما يهدد الدلتاوات المنخفضة بالغرق وعلي رأسها بنجلاديش ومصر.. وأكدت التقارير ان خمس الأراضي المنكوبة في مصر والتي تبلغ كثافتها السكانية ضعف كثافة سكان بنجلاديش ستغمرها مياه البحر المتوسط.. وسيؤدي ذلك إلي هجرة ما يقرب من 02 مليون إنسان. وقد دق د. مصطفي كمال طلبة خبير البيئة العالمي والأمين العام لبرنامج الأممالمتحدة لأكثر من 02 عاما ناقوس الخطر أكثر من مرة لينبه المسئولين في مصر لخطورة تغيرات المناخ علي مصر وعلي الدلتا بصفة خاصة، مؤكدا أن 51٪ علي الأقل من أراضي الدلتا ستغمرها مياه البحر. إن الخطورة فيما أعلنه د. الباز تتركز في اعتماد المسئولين علي هذا التصريح ويتوقفون عن الاجراءات الاحترازية التي تقوم بها الحكومة لحماية سواحلنا الشمالية بالدلتا من خطر الغرق.. ولقد ظهرت آثار تآكل شواطئ مصر واضحة في رشيد ورأس البر وبورسعيد والعريش رغم الاجراءات التي اتخذتها هيئة حماية الشواطئ بوزارة الري وإذا لم يصدقني د. الباز فليذهب بنفسه ليري قواعد أعمدة الانارة في رأس البر داخل المياه وليبحث عن فنار رشيد الذي التهمه البحر.. وشواطئ العريش وغيرها. إن مظاهر نحر البحر لشواطئ الدلتا كثيرة رصدها الدكتور خالد عبدالقادر عودة من خلال صور الأقمار الصناعية فليرجع إليها الدكتور الباز إن شاء. لقد اختلف علماء العالم في المناخ في بداية السبعينيات علي ظاهرة الاحترار الكوني نفسها وكان اليقين العلمي بهذه الظاهرة ضعيفا.. وظل اليقين العلمي يزداد عاما بعد آخر وتقريرا بعد آخر حتي جاء التقرير الرابع للجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ ليصل اليقين العلمي بحدوث الظاهرة إلي أكثر من 59٪.. وحدد العلماء مظاهر تغير المناخ الناتج عن هذه الظاهرة في زيادة حدة الفيضانات والأعاصير.. والجفاف وغرق الدلتاوات.. إلي جانب التأثيرات الضارة علي التنوع البيولوجي. وعلي عودة الأمراض الوبائية.. واختلال حزام الأمطار وتحركه تجاه الشمال.. وذوبان الجليد وارتفاع سطح المياه في البحار والمحيطات.. وانخفاض انتاجية بعض المحاصيل المهمة وعلي رأسها القمح والذرة.. وهي محاصيل غذائية مهمة، وهذا ما يؤثر علي نقص الغذاء في العالم ويزيد من عدد المشردين البيئيين في المناطق الساحلية.. واكتفي بهذه الآثار واعتقد أنها تكفي. إنني أطالب د. فاروق الباز عالمنا الكبير حتي وإن كان لا يميل لرأي 4 آلاف عامل يمثلون اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ وينجاز إلي رأي العلماء المخالفين أطالبه بأن يميل إلي التحرز في نشر هذه الآراء لأنه يعلم تمام العلم ان حكوماتنا الرشيدة ليست لديها إرادة سياسية لتنفيذ أي اجراءات للحد من مخاطر هذه الظاهرة وبالتالي فإن حديثه هذا يشجعها علي النوم في العسل.. مش كده واللا إيه. كلمات حرة مباشرة: اللهم ساعدني علي أن أنشر الحقيقة مهما كانت مرة ولا أكتب ما يرضي غرور الحكام أو السلاطين.