حاوره فكري عبدالسلام: منذ بداية هذا القرن كثر الجدل والتخوف من التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية علي الحياة الطبيعية بمعظم دول العالم, وكان الهجوم شرسا علي مصر نظرا لامتدادها علي سواحل تصل إلي ألف كيلو متر وغرق كثير من المناطق وتلاشي بعضها. , وذلك بعيدا عن المعايير العلمية وإنما أراد البعض التهويل واستنزاف أموالنا, حيث إن الدراسات علي مدي الثلاثين عاما الماضية أكدت أن تغير المناخ عملية مستمرة علي مدي الأزمان وستستمر في المستقبل, ولكن بمعدل بطيء يسهل التعامل معه والتحكم في آثاره, خاصة أن المحددات الطبيعية تجعل تأثيراته علي سواحل دلتا نهر النيل بسيطة جدا لا تتعدي1 3% من مساحة الدلتا خلال المائة عام القادمة, ولا صحة لما يقال عن غرق مناطق كثيرة بمصر خلال العشرين عاما القادمة. هذا ما أكده الخبير العالمي الدكتور إبراهيم الشناوي رئيس معهد بحوث الشواطيء والمركز القومي لبحوث المياه التابعين لوزارة الموارد المائية والري في حوارنا معه. في البداية كان السؤال ماهي نظرة العالم إلي تغير المناخ وتأثيره علي منسوب سطح البحر؟ ** قال د.الشناوي: اعتمد العالم في هذا السياق علي أمرين, أولهما القياسات الحقلية الممتدة علي مستوي العالم التي كانت نتائجها ارتفاع منسوب البحر بمعدل1.2 مم في السنة, والأمر الثاني مستنتج من النماذج العددية للمناخ التي تفترض أن نسبة ثاني أكسيد الكربون ستصل نهاية هذا القرن إلي ما بين600 1550 جزءا في المليون بزيادة من1.8 إلي4 درجات مئوية لدرجة الحرارة, وأن منسوب سطح البحر سيزيد بمعدل من18 إلي59 سم حتي عام2100 هذا ما خلصت إليه اللجنة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية في آخر دراسة بالرغم من أنه في بداية القرن الماضي نتيجة للثورة الصناعية علي مستوي العالم زادت نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخري في الغلاف الجوي مما أدي إلي حدوث ظاهرة الانبعاث الحراري حول الأرض وزيادة ارتفاع درجة الحرارة بنحو0,6 درجة مئوية خلال القرن الماضي, وزيادة تمدد مياه البحار والمحيطات وسرعة ذوبان الجليد في المناطق القطبية المختلفة. * هل بنجلاديش ودلتا النيل بمصر أول المناطق المعرضة للغرق كما أكد خبراء المحميات منذ3 سنوات؟ ** قال الدكتور إبراهيم الشناوي إن منسوب سطح البحر في بنجلاديش يزيد سنويا بمعدل1.6 سم وإن المركز القومي لبحوث المياه ممثلا في معهد بحوث الشواطئ اهتم بهذه الظاهرة خلال الثلاثين عاما الماضية بإجراء التسجيل الدائم لمنسوب البحر بمواقع مختلفة علي ساحل دلتا الإسكندرية والبرلس وبورسعيد, وقام المعهد بدراسة هبوط الدلتا وأثر ذلك علي منسوب البحر اعتمادا علي بيانات الحفريات الأثرية والقياسات الحقلية, وكانت نتائجها أن هناك هبوطا مستمرا بالدلتا يصل إلي0.4 مم/السنة بالإسكندرية و3.5مم في بورسعيد بسبب الانضغاط المستمر لطبقات الطمي السمكية بالدلتا وأوزان الطبقة الرسوبية والحركات الأرضية وانخفاض منسوب المياه الجوفية. * هل هناك جهود مصرية لمتابعة هذه الظاهرة وتأثيراتها؟ ** نعم.. إن الحكومة المصرية تنبهت لها منذ عام1972, حيث قام معهد بحوث الشواطئ بالتعاون مع معهد دلفت الهولندي بإعداد دراسة في الفترة من88 1992 م عن تأثير تغير منسوب سطح البحر علي جميع الشواطئ المصرية وتحديد المناطق والنظم البيئية المعرضة للخطورة بمناطق البحرين الأبيض والأحمر.