انتشرت في الفترة الاخيرة ظاهرة سحب بعض الادوية من الاسواق العالمية ووقف ترخيصها.. بعد ثبوت مخاطر جديدة من استخدامها لم تكن معروفة من قبل. حيث تم سحب أربعة أدوية خلال الاسبوع الماضي فقط ومن أهم هذه الادوية دواء السكر الشهير أفاندنا الذي ثبتت خطورته علي القلب ودواء للسمنة وثالث للمناعة ثبتت خطورتهما علي القلب ايضا. وأحدثها دواء ميريديا الذي يعد من أشهر أدوية التخسيس. المشكلة ان هذه الادوية تستخدم منذ سنوات في الاسواق العالمية وهو ما بدأ يثير القلق والمخاوف والتساؤلات لدي المواطنين ليس في مصر فقط بل في العالم كله. فالمعروف ان أي دواء قبل تسجيله يمر بسلسلة طويلة من الدراسات المعملية والسريرية لاختباره والتأكد من امانه وهي دراسات تستغرق سنوات وتتكلف مبالغ طائلة.. وهي شرط اساسي لتسجيل الدواء وطرحه في الاسواق.. فكيف يتم اكتشاف مضاعفات جديدة خطيرة تستدعي سحبه من الاسواق بعد ان استخدمه المرضي لسنوات طويلة. د. عمرو سعد مدير مركز اليقظة الدوائية بالادارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة اكد ان ما يحدث لايثير الفزع بقدر ما يثير الاطمئنان لوجود مراقبة دائمة لامان المستحضرات الصيدلية.. ويضيف مؤكدا ان اعادة تقييم الادوية بعد تسجيلها واستخدامها هو ظاهرة صحية بدأت عالميا منذ اواخر التسعينيات كانعكاس للوعي الصحي وتطور علم المستحضرات الصيدلية والهدف الاساسي بالطبع هو مزيد من التحقق من سلامة المستحضرات الطبية وامان استخدامها علي صحة الناس. د.عمرو سعد اشار الي ان اكتشاف مخاطر جديدة للدواء لايعني قصورا في تجارب الشركة المنتجة، التجارب قد لا تستطيع تغطية كل الجوانب مهما كانت تجارب شاملة وهناك اثار لايتم اكتشافها الا مع الاستخدام وعلي نطاق كبير. وبعض هذه المضاعفات قد تكتشف بالصدفة ومن شكاوي المواطنين.. وبعضها تكشفه الشركات المنتجة نفسها من خلال التزامها بعمل دراسات ما بعد التسجيل وهو ما يعد نوعا من الشفافية. وفي كثير من الاحيان قد يتم تلقي تقارير وشكاوي من المواطنين حول مضاعفات معينة لاحد الادوية ولكن بعد الدراسة نكتشف عدم وجود اي علاقة بين الدواء وبين هذه الشكاوي. ويضيف قائلا ان سحب أي دواء من الاسواق العالمية بعد استخدامه ليس خطأ من الشركة المنتجة ولا الطبيب ولا الهيئة التي رخصته.. ولكنها ظاهرة تعكس مزيدا من الوعي الصحي والحرص علي صحة المواطنين من خلال متابعة الدواء واثاره حتي بعد استخدامه بعد ان كانت هذه المتابعة تتوقف عند التسجيل. ويري د.عمرو سعد ان الادارة المركزية للصيدلة التي تتبع د.كمال صبرة ويرأسها د.أشراف بيومي تحرص علي المتابعة اليومية لكل هيئات الدواء الامريكية والأوروبية لمتابعة أي تقارير تصدر منها بشأن أي دواء.. وطبقا لهذه التقارير وما جاء فيها يتم الاجتماع واتخاذ القرار المناسب اما بسحب الدواء ووقف ترخيصه او زيادة الضوابط والتحذيرات الموجودة بالنشرة الداخلية. وينصح د. عمرو سعد بالتنبه لأي اثار تظهر علي المريض بعد استخدام الدواء.. وخاصة المرضي المصابين بعدة امراض ويستخدمون عدة ادوية.. وفي حالة ظهور اي اعراض غريبة عليهم ابلاغ الطبيب المعالج وقد يستدعي الامر اجراء تحاليل معملية للتأكد من هذه المضاعفات.