اليوم.. تشارك مصر الجماعة الدولية... باحتفال كبير تقيمة وزارة الموارد المائية والري يرأسه الدكتور محمد نصرالدين علام وزير الموارد المائية والري.. ويشهده فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر.. والوزراء المعنيون ومنظمات المجتمع المدني متمثلة في جمعية حراس النيل حماة البيئة وحقوق الانسان.. وبحضور حشد كبير من العلماء والخبراء ورجال الاعمال والشخصيات العامة. والحق إن اهتمام الاممالمتحدة والمجتمع الدولي قاطبة بقضية المياه.. قد سبقه الاسلام باربعة عشر قرنا من الزمان.. حين سجل القرآن الحقيقة الكونية الازلية.. التي اقتضتها إرادة ومشيئة الخلاق العليم »وجعلنا من الماء كل شيء حي« »الآية 03 الانبياء«.. ولقد اختص القرآن الكريم الماء اصل الحياة لسائر المخلوقات.. فورد ذكره في ثلاث وسبعين آية.. من سور القرآن الكريم.. بدءا من الاية 22 في سورة البقرة »وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون« وانتهاء بالآية 6 وما بعدها من سورة الطارق »فلينظر الانسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب«.. كثيرة هي الآيات البينات التي تحدثت عن منافع الماء.. ولزومة للحياة.. وانبات الزروع واخراج الثمار التي هي غذاء الانسان وغيره من المخلوقات.. وهكذا عرفنا القرآن الكريم بقدر الماء وعلو مكانته.. وعدد لنا منافعه.. وبصرنا باهميته.. وحثنا علي المحافظة عليه.. ولقد ادرك المشرع المصري هذه الحقيقة فاكد في المذكرة الايضاحية للقانون رقم 84 لسنة 28 في شأن نهر النيل والموارد المائية علي ان »الحفاظ علي المياه نقية نظيفة صالحة للاستخدام واجب قومي«.. والحق انه ليس واجبا قوميا فقط بل واجب اخلاقي وواجب ديني.. وان الاسراف في استخدام المياه.. وتلويثها واهدارها.. انما هو فعل مؤثم شرعا.. لانه يمثل اضرارا بالناس في صحتهم ومقدرات حياتهم. كما انه اسراف منهي عنه شرعا.. والله لايحب المسرفين .. وهاهو الهادي البشير صلوات الله وسلامة عليه يمر بسعد وهو يتوضأ من اناء بين يديه فيقول له »ما هذا السرف يا سعد فيقول سعد وهل في الماء من سرف.. فيقول الهادي البشير : »نعم.. ولوكنت علي نهر جار«.. .. ذلك هو الامن المائي.. الذي حدد الاسلام معالمه.. وارسي دعائمة. في هذا المقام اتذكر شريان حياتنا الذي اهملناه.. واصل وجودنا الذي تنكرنا له وجحدناه.. نسينا وأهملنا مصدر الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي.. انه نهر النيل سيد انهار الدنيا.. واحد انهار الجنة.. ولقد اهدرنا اكثر من ثلث مواردنا المائية من نهر النيل.. ثم لوثنا ما بقي منه ودنسناه.. وحلت بنا الاخطار من كل جانب ووصلنا إلي حد الفقر المائي.. وعما قريب سنصل إلي حد الندرة المائية او القحط المائي.. وآنذاك فقط سوف ندرك قدر الكارثة.. وشدة البلاء.. ثم نستحق بعدها لعنة الاحفاد بعد الابناء. واذكر انني في عام 7991 حين اسست جمعية حراس النيل حماة البيئة وحقوق الانسان.. قلت: ان الامية البيئية اشد خطرا واعظم فتكا من الامية الابجدية.. ذلك ان امي القراءة والكتابة خطر علي نفسه اولا.. وأما الامي بيئيا فخطره علي المجتمع كله.. وربما يهلك الحرث والنسل.. لذلك اعدت الجمعية.. مشروعها القومي لتنمية الوعي باهمية المياه.. ونشر الثقافة المائية.. ليتحمل كل مواطن مسئوليته الوطنية والاخلاقية والدينية لترشيد استخدام المياه وتجفيف منابع تلويثها والحفاظ علي هذه النعمة التي هي منه من الله تعالي.. هي نعمة من اجل واغلي نعم الله علي البشر. ويأتي هذا المشروع القومي.. استجابة لدعوة الرئيس محمد حسني مبارك.. الذي اطلقها قبل اثني عشر عاما.. منبها ومحذرا من خطر الاستخدام الجائر لمياهنا المحدودة.. التي لم تعد تلبي احتياجاتنا.. ووضع نفسه في طليعة الدعاة.. إلي ترشيد استخدام المياه.. وذلك في خطابه إلي مجلسي الشعب والشوري »نوفمبر8991« بقوله: »ينبغي ان يتغير سلوكنا العام تجاه مواردنا المائية بحيث تصبح المحافظة علي المياه عنصرا اصيلا من عناصر ثقافتنا«.. ثم قال : »انني لن امل من دعوة المواطنين كافة إلي ترشيد استخدام المياه.. ومامن سبيل إلي مقابلة متطلبات الحاضر.. ومشروعات المستقبل بغير الترشيد المستمر لاستخدام المياه..«. والمأمول هو ان يعلن وزير الموارد المائية والري.. اليوم..بمناسبة الاحتفال بيوم الماء العالمي.. بدء تنفيذ هذا المشروع القومي المهم.. الذي فيه خير البلاد والعباد.. كما ان المأمول ان تهب وزارة البيئة ووزارة الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية.. وغيرها من الجهات المعنية إلي المشاركة في هذا العمل الوطني.