في كلمته إلي الأمة بمناسبة الذكري السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد.. قال الزعيم الرئيس حسني مبارك: »في مثل هذا اليوم منذ سبعة وثلاثين عاما تجاوزت مصر آلام النكسة، ومرارة الهزيمة.. سمت فوق دعاوي التشكيك، والاحباط، وانطلقت بقواتها المسلحة الباسلة لترفع علم الوطن فوق سيناء، ولتحقق أعظم انتصاراتنا«. وبقدر سعادتي بتلك الكلمات الصادرة من قلب زعيم يعشق تراب وطنه الغالي.. بقدر ما أشعر به من حزن تجاه تقصير حكوماتنا المتعاقبة وعجزها عن تعمير وتنمية سيناء. ومعه تذكرت ما اكتبه منذ ما يقرب من 3 سنوات عن ضرورة استحداث منصب »وزير سيناء« ليكون مسئولا امام القيادة السياسية عن تنفيذ أهداف المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء الذي أقرته الدولة منذ عام 4991.. وقلت ان كان هذا صعبا فلتكن هناك محافظة جديدة في وسط سيناء. .. ومعه أيضا تذكرت ما كتبه أستاذنا الكبير جلال دويدار في عموده اليومي »خواطر« ب»الأخبار« حول أهمية التنمية والتعمير بسيناء.. وإنه لن تتحقق التنمية ولا التعمير إلا بمشروع قومي.. ومعه تذكرت الاتصال التليفوني الذي تلقاه الأستاذ جلال دويدار عقب نشر المقال، من الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر في الفترة من يناير 6991 حتي أكتوبر 9991.. وأخبره فيما نشره الأستاذ جلال بتاريخ 26 سبتمبر الماضي »بأن هذا الهدف القومي الذي تحدثت عنه كان جزءا اساسيا من خطة التنمية الخمسية 2891-7891 من خلال المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها وكذلك التي شملتها الخطط الخمسية التالية. اشار إلي انه لم يكن هناك اي امكانية لتحقيق هذه التنمية المرجوة دون العمل علي انشاء شبكة واسعة من الطرق داخل سيناء.. اضاف ان هذه المشروعات حظيت بأولوية الاهتمام حيث تم مد طرق جديدة بطول 11 ألف كيلومتر منها ستة آلاف في شمال سيناء وخمسة آلاف في جنوبسيناء.. ووفقا لهذه الخطة فقد استتبع ذلك التخطيط لمشروعات واسعة للتنمية الزراعية والسياحية وهو ما تمثل في انشاء المرحلة الاولي من ترعة السلام من فارسكور عبورا إلي ارض سيناء من خلال انفاق اقيمت تحت قناة السويس وافتتحها الرئيس مبارك علي مدي اربع سنوات متتالية من سنة 6991 وحتي عام 9991 وشملت هذه الانجازات أيضا امتداد ترعة السلام لنقل مياه النيل إلي عمق 07 كيلومترا في سيناء بهدف توفير المياه لري 004 ألف فدان علي جانبيها«. وأضاف الدكتور الجنزوري للأستاذ جلال »ان ما تم انفاقه علي تنمية سيناء من عام 2891 وحتي عام 9991 بلغ 31 مليار جنيه وان ما تم انجازه من هذه المشروعات تصل قيمته بأسعار اليوم اكثر من 62 مليار جنيه«. »الشيء الغريب ان كل هذه الطفرات والتي استمرت علي مدي 71 عاما والتي كان مقدرا لها اتاحة المجال لتوطين مليوني مواطن مصري قد اصبحت في خبر كان منذ عام 9991«. ان السؤال الذي يتبادر إلي الاذهان حاليا وعلي ضوء تصريحات الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الحالي كيف بالله نعيد الحديث عن تنمية سيناء دون الاشارة إلي أهمية واستكمال ما تم من انجازات. شكرا لأستاذنا جلال دويدار لاثارته هذه القضية المهمة.. وإلي اللقاء الأسبوع المقبل مع الحبيبة سيناء إن كان في العمر بقية.