مصر هي مصر.. ولو بعد آلاف السنين.. مصر هي مصر التي تنهض من كبواتها أشد قوة وأكثر تحملا ولو كره الكارهون، مصر هي مصر صاحبة الصدارة ومنطق العقل وفرض ارادتها حتي علي أعتي القوي الدولية.. مقدمة لابد منها بعد رحلة د. محمد مرسي رئيس الجمهورية إلي إيران.. والبديهي ان د. مرسي لم يكن في تلبية لدعوة ايرانية.. لكن الزيارة جاءت كما يعلم الجميع لحضور القمة رقم ستة عشر لدول عدم الانحياز.. ومن خلال خطابه عني الرجل وبمنتهي الصراحة ان استضافة إيران للقمة لن يكون له أدني تأثير علي توجهاتنا السياسية نحو القضايا الدولية والعربية وبخاصة مأساة الشعب السوري.. أو ان يكون له أدني أثر علي قيمنا الدينية المتأصلة في الشعب المصري.. وفي رأيي ان خطاب مرسي كان تمهيدا عالميا لسياسية جديدة تشهدها مصر.. سياسة تتسم بحرية القرار وبناء علاقتنا مع الدول الأخري وفق ما تقتضيه مصلحتنا كدولة اولا وهو ما لم تشهده منذ سنوات بعيدة.. ما يهمني ويهم كل مواطن علي أرض مصر أن تعود الينا كرامتنا بين دول العالم.. والا نهان او نكدر في أي دولة مهما كانت.. وإذا كان الرئيس وهو في بداية عهده بالرئاسة استطاع من خلال خطاب واحد في محفل دولي ان يحقق بعدا جديدا لعلاقتنا الدولية.. فإننا نأمل ان يكون هناك مسح شامل لجميع سفاراتنا بالخارج وتوجيه لهذه السفارات لاعادة النظر في اسلوب عملها وتعاملها مع المصريين - والذي كبد الكثير من العاملين بعيدا عن مصر علي مر السنين مشاكل ومحناً ومصاعب من أجل لقمة العيش - وان يصبح نصب اعينهم في المقام الاول حماية المواطن المصري ورعاية حقوقه والدفاع عنه ضد أي اعتداء. إننا في انتظار المزيد من القرارات الجريئة للرئيس لاعادة ثقة المصريين في الخارج في انفسهم من خلال سفارات تحفظ لهم حقوقهم.