رفعت رشاد انطلقت شرارة الحروب الكونية الالكترونية أو ما يمكن تسميته بحروب النجوم والكواكب بل والمجرات أيضا . بداية الحروب جاءت بين عملاقي الالكترونيات آبل الأمريكية وسام سونج الكورية الجنوبية . وبينما أتناول هذا الموضوع المهم جدا لكل مواطن في العالم يستخدم هواتف إحدي الشركتين ولكل مواطن يستخدم الحاسوب اللوحي , أتلفت حولي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس مرسي وبصحبته وفد كبير من رجال الأعمال المحترمين إلي الصين . تردد كلام كثير بشأن مردود الزيارة وهل تساهم في تعلية الصناعة المصرية أم أنها صفقات تجارية تم عقدها في بكين تغرق السوق المصرية بكل ما هو استهلاكي مثل الفوانيس والسبح والجلاليب وكل ما خف حمله ورخص ثمنه وفي النهاية الخاسر هو الصناعة المصرية التي ستظل تعيش عالة علي غيرها من الدول التي حققت خطوات عميقة في مجال التصنيع . حرب آبل وسام سونج التي كانت إحدي جولاتها قد جرت مؤخرا في المحاكم الأمريكية وكسبت فيها آبل الجولة بتعويض قدره 1.05 مليار دولار , لكن الحرب لم تنته ربما كسبت آبل أولي جولاتها لكن سام سونج تعهدت بأن تظل منتجاتها علي أرفف المتاجر الأمريكية خاصة بعد أن طالبت آبل بتطبيق نفس الحكم علي منتجات أخري لسام سونج في حين استبعدت من طلباتها آخر طبعة من هواتف سام سونج . هذه الحرب عبرة لنا في دول العالم المتخلفة التي مازالت تنقب في أضابير التاريخ عن دور لها وسط عالم يتطور ويتبدل ويتغير عبر الثواني وليس الساعات ولا الأيام . لقد جذبتني قصة حرب آبل وسام سونج فهي قصة مشوقة في كل الأحوال فشركة سام سونج عبرة لمن يتطلع إلي النجاح أنشأها مواطن كوري عام 1938 كمتجر لبيع الأرز والسكر وتطورت مع السنين لتصبح دولة كاملة لا يوجد مقرات لها في مبني أو مبان , بل تشغل 8 مدن كاملة يعيش فيها موظفوها موفرة لهم كل المرافق من عيادات وبنوك ومطاعم وغير ذلك . ويعمل بها 344 ألف موظف منهم حوالي 50 ألف باحث وإذا احتسبت كدولة فإنها تحتل المركز 34 بين اقتصادات الدول . وصافي أرباحها وصل إلي أكثر من 18 مليار دولار وتعد منتجة لخمس اقتصاد كوريا الجنوبية . أما آبل فهي تستعد لمعركة جديدة مع أمازون عملاق التجارة الالكترونية . وإلي جولة حرب جديدة بين عماليق العالم .