إن الإنسان عبارة عن مادة وروح، المادة جسم الإنسان الذي نراه، أما الروح فهي من أمر ربي لا نراها، ولكن بآثارها نشعر بكونيتها داخل نفوسنا من شعور وأحاسيس وشهوة وعقل، وإرادة وقدرة، ويرأس هذا كله »الضمير« الذي هو مركز التوجيه لهذه الأجزاء.. الضمير حاسة فطرية يري بها الإنسان صواب الأمر من خطئه، ويشير الله عز وجل إلي هذا الضمير في قوله »ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد« ق:61.. هذه الوسوسة أو الصوت الخفي، هو صوت الضمير الذي نسمعه كل يوم يناجي العقل ويصرفه عن الشر. ويقول الله تعالي: »وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله« البقرة:482.. عندما تصل وسوسة النفس إلي حد حكم القلب والعزم والتصميم فيحاسب عليها الإنسان. ما أحوجنا في هذه الأيام إلي الضمير »الحاسة الغائبة« عند بعض الناس، ربما يمرض الضمير كما يمرض الجسم، وهناك ضمير سليم يوجه صاحبه دائماً إلي عمل الخير. والضمير المريض تري صاحبه يخطئ ويصيب، وإذا أخطأ لام نفسه. أما الضمير الميت، فتري صاحبه يدبر لغيره المكائد والمصائب حتي إذا أوقعه فيها سر لذلك سروراً كبيراً. وعندما يطيع الإنسان ربه يتربع علي عرش الضمير، علي كل إنسان يحب وطنه ويعشقه أن يكون عنده ضمير في عمله ويعطيه من جهد وعرق وإخلاص وفي مجالات الحياة والتعامل مع الآخرين، بالحب مع الضمير ننهض بوطننا الغالي، قال تعالي »إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا« الإسراء:63.