رغم »الهيصة« التي ترافق عمليات »نسر« التي تقوم بها وحدات من القوات المسلحة، بمشاركة وحدات من قوات الشرطة، لملاحقة الارهابيين، والقضاء علي أوكار الجماعات المتطرفة في مناطق العريش، والشيخ زويد، ورفح في شمال سيناء. ورغم التصريحات التي يدلي بها الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ويؤكد فيها ان عمليات مطاردة الارهابيين حققت نجاحا كبيرا، وان تقريرا تفصيليا سوف يصدر قريبا، بعد ان تأكدت ملامح من قاموا بالعملية الارهابية الغادرة بالقرب من مدينة رفح، التي اسفرت عن استشهاد ستة عشر واصابة سبعة من حراس حدود مصر البواسل، واصبحت هذه الملامح واضحة جدا للاجهزة المعنية بالتحقيق في هذه الجريمة، وقريبا جدا سوف تمكنهم من الوصول الي أولئك الارهابيين. ورغم التأكيدات التي نسمعها من المسئولين من ان الأمن في سيناء يتطور ايجابيا تمهيدا لتحقيق الامان والاستقرار الكامل. رغم كل ذلك فإن الحال علي أرض الواقع لا يوحي بأن الامور تسير بالفعل الي الافضل.. والذي يؤكد ذلك ما شهدته بعثة »الأخبار« علي طول حدود شمال سيناء مع قطاع غزة والتي تقدر بخمسين كيلومترا.. عشرات الشاحنات المحملة بالاسمنت، وحديد التسليح وجراكن السولار والبنزين، والسلع الغذائية المختلفة تقف علي مرأي ومسمع من رجال الأمن المصريين الذين يغضون الطرف عنها، تنتظر التفريغ، أو المرور عند فتحات الانفاق التي تؤدي الي قطاع غزة. وواضح جدا ان عمليات ردم الانفاق تسير ببطء شديد.. فقد بلغ عدد الانفاق التي قامت وحدة الهندسة، والجيش المصري بردمها، 021 »مائة وعشرين« نفقا من اصل 0041 »ألف واربعمائة« نفق.. وان الانفاق التي تم ردمها هي فقط القريبة من المناطق السكنية. المفزع ان هناك بعض الاهالي من ابناء سيناء يعارضون ردم جميع الانفاق، لانها تمثل لهم ابواب رزق.. والمفزع اكثر هو ما يؤكده بعض كبار المسئولين في حكومة حماس الذين يملكون ويديرون هذه الانفاق - من انهم حصلوا علي وعود من مسئولين مصريين كبار، بأن عملية الردم سوف تقتصر علي بعض الانفاق، حتي تهدأ الزوبعة التي اثارها الحادث الذي وقع بالقرب من مدينة رفح لدي الرأي العام المصري؟!! معقول؟!!