بدون مبالغة أو تهوين ليس هناك شك في أن زيارة الرئيس محمد مرسي إلي كل من الصين وإيران تعيد التوازن المفقود في علاقات مصر الدولية والإقليمية. سياسيا فرغم ان الزيارتين لن يستغرقا سوي ساعات قليلة إلا انهما يمثلان بداية لتأسيس علاقات خارجية متوازنة مع كل القوي السياسية الكبري سواء كانت الصين أو الولاياتالمتحدة أو روسيا أو دول الاتحاد الأوروبي وأيضا القوي الاقليمية المهمة في المنطقة مثل السعودية التي كانت وجهة الرئيس الأولي في رحلاته الخارجية وايضا كل من إيران وتركيا.. وهي علاقات تمهد الطريق لعودة مصر إلي مكانتها الإقليمية والدولية ويجب ان تكون علاقات قوية ومتوازنة تتركز بشكل أساسي علي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الخارجية. حضور الرئيس قمة دول حركة عدم الانحياز في طهران يصب في هذا الاتجاه الجديد ويقدم فرصة لكسر الجمود في العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة منذ أكثر من 03 عاما.. اختلاف الرؤي بيننا وبين إيران حول عدد من المسائل السياسية لا يجب ان يمنع وجود علاقات تبادل تجاري واقتصادي معها.. فاختلاف إيران مع دول الخليج سياسيا لم يمنع حجم التبادل التجاري الكبير بينهما اقتصاديا.. تأتي زيارة الرئيس للصين بوصفها عملاقا اقتصاديا كبيرا لم يحاول النظام السابق الاستفادة منه أو من تجاربه الاقتصادية.. فنحن في حاجة إلي تجربة الصين التي تجاوزت فيها عقبات كثيرة نمر بها الآن مثل البطالة وإزدواج النظام الاقتصادي بين الرأسمالية والاشتراكية حتي نعبر هذه المرحلة بسلام.. كما اننا في حاجة إلي استثمارات كبري علي مستوي الدول حتي نستطيع ان ندفع عجلة الاقتصاد إلي الأمام.. كل الدلائل الحالية تؤكد اننا في الطريق الصحيح لعودة مصر إلي ريادتها الاقليمية والدولية.