بعد أن أعلنت اليابان استسلامها في الحرب العالمية الثانية نتيجة الضربة الوحشية اللاإنسانية التي حسمت بها أمريكا الحرب لصالحها بإلقاء قنبلتين نوويتين مدمرتين علي هيروشيما وناجازاكي جمع الإمبراطور صفوة العلماء وطلب منهم أن يكرسوا وقتهم وفكرهم وجهدهم من أجل أن تتجاوز اليابان آثار الهزيمة، وأن يسخروا أبحاثهم العلمية حتي تنهض بلادهم وتفوق بصناعاتها علي كل دول العالم . في مقابل هذا العمل الوطني الجبار تعهد إمبراطور اليابان بأن يتكفل برعاية أسر العلماء من الألف إلي الياء، وذلك من أجل أن يفرغوا أذهانهم وعصارة فكرهم تماما للمهمة الوطنية الملقاة علي عاتقهم.. عملية قتل الكفاءات وتعطيل وتشويه العقول المصرية خلال الثلاثين عاماً الماضية لا تقل في خطورتها عن التأثير المدمر الذي أحدثته قنابل هيروشيما وناجازاكي، والتي قصمت ظهر اليابان وأجبرتها علي الاستسلام..الشعب المصري هو الآخر استسلم تماما في ظل نظام مبارك الذي انفجرت في عهده قنابل الجهل والمرض والتخلف فقتلت الروح المصرية وغلفت بالسخرية والاستهزاء أي حديث عن مصر والمصريين،فضلا عن حالة عدم الثقة بالنفس وتسطيح العقول التي خلفتها منظومة التعليم الفاشلة ! وللأسف فإننا لم نسمع جديدا عن البدء في تنفيذ أي من المشروعات العلمية التي أعلنت خلال الفترة التي أعقبت الثورة..المقلق أننا لم نشعر حتي الآن بالتوجه نحو اهتمام جدي بعلمائنا الذين سيشكلون الحلقة المهمة التي يمكن أن تلعب الدور الأساسي والفاعل في انطلاق مشروع النهضة الذي بشرنا به حزب الحرية والعدالة، وخاض علي أساسه الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية. أكتب هذا الكلام بعد جلسة حوار مع أحد الباحثين الذي عبر عن إحباطه من الأسلوب اللاعلمي الذي تدار به مراكز البحث في الجامعات والمعاهد، وكأن الثورة لم تنطلق وكأننا لا نزال نعيش في عصر جهابذة الحزب الوطني الذين ضللونا وضيعونا طيلة الثلاثين عاما التي كان تأثيرها علي مصر أشد فتكا من قنابل أمريكا النووية! السؤال الآن: هل يفعلها الرئيس مرسي كما فعلها إمبراطور اليابان إنقاذا لمصر ومستقبلها ؟