النفاق، و»التقريع«، ومسح الجوخ، فن لا يتقنه سوي الانتهازيين المحترفين، الذين يجيدون ايضا الانحناء أمام أصحاب السلطان، وتقبيل الحكام وذوي الجاه.. والمنافقون، ومساحو الجوخ أنواع.. منهم الطامع في »حسنة« أو منفعة، ومنهم الذي يسعي للحصول علي ترقية، أو علاوة، أو منصب يجعله مرموقا بين زملائه.. لكن الشيخ »هاشم إسلام« عضو لجنة الفتوي في الأزهر الشريف، حقق رقما قياسيا وتفوق علي ماسحي الجوخ، عندما أراد أن يتقرب من جماعة الإخوان، ورئيس الجمهورية، فوصف الداعين إلي التظاهر في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري بأنهم خوارج ومرتدون عن الديمقراطية، وأفتي بإباحة هدر دم الداعين إلي هذه المظاهرات والذين سيشاركون فيها، وطالب بقتل من يخرج للتظاهر دون أن تكون له دية.. وأضاف بانهم لا يختلفون عن الذين يعصون الله ورسوله!!! وفي الحوار الذي اجراه معه الزميل صلاح شرابي، ونشرته صحيفة »الوفد« علي صفحة كاملة في عددها الصادر صباح السبت الماضي، قال ردا علي اعتراض الأزهر الشريف علي فتواه الغريبة »إنه متمسك بما أفتي به« واتهم فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بأنه »ينتمي إلي النظام البائد«، وانه »لا يوجد له تأييد كبير بين أفراد الشعب«.. وتمادي في توجيه الاساءات إلي رجال الأزهر الأفاضل، متصورا ان ذلك يرضي الرئيس مرسي، وأعضاء مكتب الإرشاد.. وازداد تهورا فطالب بضرورة اصلاح الأزهر والخلاص من الذين ينتمون إلي نظام مبارك.. أنا افهم ان يمارس أي شخص النفاق كيفا ووقتما يشاء، طالما هو يريد ذلك.. ولكن دون ان يسيء إلي رجال كبار لهم كل التقدير والاحترام باعتبارهم من الرموز الذين يمثلون مؤسسة مثل الأزهر الشريف الذي يتمتع باحترام وتقدير العالم الإسلامي كله!!