بمجرد صدور القرار المفاجيء للرئيس محمد مرسي باختيار المستشار محمود مكي نائبًا لرئيس الجمهورية.. أثيرت العديد من علامات الاستفهام لدي الشارع المصري عن توجهات وميول نائب رئيس الجمهورية الجديد .. وبمرور الوقت تبين أن المستشار محمود مكي هو الأخ الأصغر لوزير العدل المستشار أحمد مكي.. تلك العائلة السكندرية العريقة التي نادت باستقلال القضاء ونزع تبعيته عن السلطة التنفيذية ودفع ثمن ذلك غاليا فكان ضمن مستشارين تمت محاكمتهم بتهمة إهانة القضاة لقيامه بنشر قائمة تم تسميتها بالقائمة السوداء لتزوير انتخابات عام 2005 وأحيل بسببها إلي مجلس تأديبي وقضت المحكمة التأديبية ببراءته . "الأخبار " انتقلت مساء أول أمس الي منزل نائب رئيس الجمهورية وتحديدا العقار رقم 18 بشارع 302 تقسيم القضاة بمنطقة سموحة وهو العقار نفسه الذي يقيم به المستشار أحمد مكي وزير العدل والتقت عددا من أفراد أسرته وجيرانه .. في مدخل العقار حيث يوجد مكتبة كبيرة تحوي عددا من كتب القانون والفقه الدستوري وغيرها التقينا فرج محمد شداد وبسؤاله عن علمه بصدور قرار من الرئيس مرسي بتعيين المستشار محمود مكي نائبا له فقال : " نعم .. عرفنا من التليفزيون وناس كتير بتيجي تبارك لأسرة المستشار أحمد مكي وزير العدل .. علشان محمود بك مسافر ...." وتابع شداد بكلمات عفوية :" أنا بقالي 23 سنة عايش مع السادة المستشارين وهما ناس طيبين جدا وكرما وبيعملوا خير كتير. بعدها استقبلتنا السيدة كريمة عبد الجبار زوجة المستشار أحمد مكي وزير العدل وابنة عمة المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية والتي بدأت كلامها معنا قائلة :" نحن عائلة "قضائية" حاربت كثيرا من أجل استقلال القضاء .. ورغم تقاليد مهنة القضاة فالمستشار أحمد مكي لم يمانع في أن أعمل ناشطة سياسية وأتفاعل مع الأحداث السياسية التي تجري من حولنا في مصر والخارج فقدت كنت عضواً بالجمعية الوطنية للتغيير وشاركت في جميع مظاهرات قبل وبعد 25 يناير حتي التظاهرات المناهضة للإحتلال الإسرائيلي والجدار العازل وحصار غزة ".. ووصفت السيدة كريمة نظام مبارك بأنه نظام فاسد كانت تتدخل فيه السلطة التنفيذية في شئون القضاء.. وحول تلقيهم خبر تعيين شقيق زوجها نائبا للرئيس بعد أيام قليلة من اختيار زوجها وزيرا للعدل قالت : إن القرار كان مفاجئا لهم فالمستشار محمود عاد منذ 3 أيام فقط من دولة الكويت المعار إليها .. إلا أنه لم يكن مستغربا فالاخوان المسلمون كانوا قد عرضوا عليه ترشيحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الماضية قبل ترشيح د. محمد مرسي الا أنه رفض . أما عمر أحمد مكي المستشار القانوني الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي فقال " والدي وعمي ضحيا بقدر كبير خلال أوقات صعبة في ظل عصر مبارك من أجل استقلال القضاء .. مؤكدا أن والده وعمه لم يسعيا يوما ما إلي أي سلطة بل كان شغلهم الشاغل هو رفعة القضاء وهو السبب الذي دفع والده لقبول حقيبة وزارة العدل من أجل إصلاح القضاء.