عصام حشىش احترس من أي شيء ينسيك ان هناك آخرة وحسابا وجنة ونارا. انتبه حتي لا تأخذك الاحداث الجارية بعيدا فتستغرق فيها وتنشغل وتظن ان ما بين يديك أهم وأعلي فتغيب عنك الحقيقة المؤكدة في هذا الكون وهي أنك ستموت وترحل وتذهب الي خالقك لكي يراجعك ويحاسبك عن طاعتك لربك. لا تنس ابدا أن الحياة الدنيا مجرد صورة وان كل اللذائذ والمتع فيها مجروحة وفي عمقها غصة لانها لذائذ غير مكتملة ورغم ذلك فأنت تكابد المشاق والمتاعب حتي تصل اليها، حلالا كانت أم حراما!! فالمناصب لا تدوم ولو بقيت لغيرك ما جاءت اليك.. والصحة في مهب الريح والمال يأتي فيجلب الهموم لحمايته.. والله سبحانه وتعالي ينبهنا دائما الي ان هناك آخرة وحسابا وحقوقا ولو لم ينتبه الانسان أن يعيش الدنيا لحساب الآخرة، لو لم يدرك ذلك يضيع منه طعم الطاعات وحلاوة الاستغراق فيها والتمتع بها. بل يصبح كمن يقوم بحركات ميكانيكية مقررة ليس لها مقصود او تراه يؤدي عادات فاترة بلا معني!! العلماء ينبهوننا أنه حتي تصل الي غايتك ومحطتك الاخيرة وأنت واع ومقبل فإن الله يقوم بتربيتك وتدريبك فشرع شهر رمضان تدخل فيه شهواتك ورغباتك في سجن لتحقيق منفعتك.. وبعد هذا التدريب الشاق والشائق يصبح لك فرحتان. الاولي عندما تفطر كل يوم فتشعر بسعادة التحرر من قيد الامتناع. والثانية عندما تلقي الله فيجزيك عما قمت به في حياتك كلها بروح رمضان.. فعندما تغرب شمسك يكون فرحك وقتها تتنزل عليك الملائكة عند الموت وهي تبث فيك الطمأنينة والامان فلا تخاف من المجهول الذي تقبل عليه ولا تحزن علي ما تركته من خلفك.. والذي لا يصوم لا يفرح. والذي لا يستفيد من التدريب ويتعامل مع صيام الشهر كأنه واجب ثقيل يؤديه غصبا وكرها يحزن عند لقاء الله لانه لم يعش حياته بروح رمضان! لقد أوشك رمضان ان ينقضي، وأسرعت أيامه، ولكن هناك بقية من ساعاته. من يدري فربما كانت هذه البقية هي القشة التي نتعلق فيها أرجوك استفد من الفرصة ولا تهدرها. طعم النجاح لن تمضي أسابيع قليلة حتي يجني المجتمع كله ثمار التهدئة التي ستشهدها وسائل الاعلام بعد القرارات الاخيرة.. فنحن في حاجة ماسة لوحدة الصف وتهيئة الظروف المواتية لتحقيق انجازات علي الارض وليس مقبولا ولا معقولا أن نظل في حالة استنفار لنقد وتجريح كل ما يصدر عن مؤسسة الرئاسة او الحكومة وكأنهم خصوم واعداء فالنقد الموضوعي شيء و»تقطيع الهدوم« والاساءة والتخوين المستمر شيء آخر. وربما سيصفق الشعب لطلب المزيد من القرارات التي تعيد الانضباط للشارع وللمجتمع قريبا جدا، فالانجازات تأتي بانجازات اكبر وسنذوق أخيرا طعم النجاح.