محيى عبدالرحمن يقول ابن كثير في تاريخه انه بعد وفاة النبي عليه السلام ارتدت احياء كثيرة من الاعراب واشتد النفاق في المدينة، وكان خطر الاعراب حول المدينة هائلا،وانضمت الي مسيلمة الكذاب قبائل حنيفة واليمامة،وانضم الي طليحة الأسدي قبائل أسد وطيء وآخرون فادعي مسيلمة النبوة، وكان جيش المسلمين يجاهد خارج المدينة بقيادة اسامة بن زيد وبدأ الاعراب المحيطون بالمدينة يتجمعون حولها مما جعل أبا بكر يكون مجموعات حراسة حول المدينة بقيادة علي بن ابي طالب والزبير وطلحة وسعد بن ابي وقاص وابن مسعود وعبدالرحمن ابن عوف، وفي هذا الوقت العصيب جاءت وفود القبائل التي رفعت راية العصيان تفاوض أبا بكر علي ان لا تؤدي الزكاة ورفض ابو بكر رغم ان بعض الصحابة اشاروا عليه بأن يصالحهم حتي يعود الجيش وتتحسن احوال المسلمين ولكن أبا بكر اصر علي الرفض وقال قولته المشهورة "والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الي رسول الله لقاتلتهم عليه " وقد فسر البعض ان ابا بكر حارب المرتدين لانهم منعوا الزكاة وهذا تفسير فيه قصور وتبسيط مخل بالموضوع، فأبوبكر عاش حياته مع النبي وكان يعلم تماما ان النبي كان يرفض تماما اخذ الصدقات من المنافقين تنفيذا لامر الله تعالي، والصحيح ان ابا بكر استشعر ان الامر ليس مجرد منع الزكاة وانما هو ثورة وتهديد للدولة الاسلامية الجديدة وصدق حدس ابي بكر فما كان المفاوضون الا طلائع جيش قادم علي الابواب، وحارب المسلمون المرتدين فهزموهم وقضوا علي الفتنة، واليوم اري التاريخ يعيد نفسه، فعصابات الخارجين علي القانون يعيثون في الارض فسادا ،يقتلون جنودا باتت عيونهم تحرس في سبيل الله ومع كل فاجعة يخرجون علينا بعروض ومقترحات عجيبة، مرة يقولون استتابة واخري مصالحة، وعهود ومواثيق زائفة، وليس خفيا ان الهدف هو الوصول الي سدة الحكم، وبالامس كانوا يخدعون الناس بأن حاكمهم لا يقيم صلاة ولا عدلا ولا علم له بشرع الله، واليوم ما حجتهم بعد أن تولي مرسي وجماعة الاخوان امور البلاد.