عمرو الخياط خلف الاعتداء السافر علي ضباطنا وجنودنا في رفح عن العديد من النقاط التي لابد من دراستها وعدم الاستهانة بها بعد ان يتمخض جبل الحزن القائم الان علي شهداء العمل الإرهابي الي لا شئ، ولعل اول ملاحظة ان من قام بهذا العمل الإرهابي مجموعة مدربة علي اعلي مستوي وهو ما يعكس خطورة تلك المجموعات التي تربت في ارض سيناء مستغلة البيئة الخصبة هناك واتفاقية السلام لتترعرع بعيدا عن الملاحقات الأمنية وحين تمكنت وجهت سهامها ورصاصها نحو صدور ابنائنا. اما الامر الثاني فيما خلفته تلك العملية فهو تعميق الجرح بين الجانبين المصري والفلسطيني، فليس من المقبول ان يكون هؤلاء قد قاموا بعمليتهم برعاية تنتمي بصورة من الصور الي اي فصيل سياسي او جهادي فلسطيني، لان معني ذلك ان هناك في فلسطين من يتعامل مع مصر علي كونها عدوا يجب القصاص منه وشن الهجمات علي ابنائه وتلك مصيبة لو صحت فان الاوراق لابد من اعادة ترتيبها والنظر فيها بعناية عما سيكون لاحقا. بيد أن الحادث ترك عددا من الملفات المهمة، اولها أنه بات واضحا ان هناك من يتربص بأمن البلد وبسلامة أراضيه، وكذلك ان سيناء وحدودنا تحتاج منا الي يقظة لأنهم يريدونها حتي ولو كانت هناك تأكيدات علي نفي ذلك من جميع الأطراف الطامعة في تحقيقه علي جميع المستويات، والمصيبة الاكبر ان هناك خلايا نائمة أعادت لنا بصورة او بأخري صورة العمليات الإرهابية التي كنا قد نسيناها منذ فترة وباتت في ذاكرة النسيان وتحتاج منا هذه الخلايا النائمة الي مواجهات حاسمة غير قابلة للتراجع او المسامحة او حتي الاستهانة، لان امن الوطن لا يتجزأ ولا يقبل القسمة او التهاون فيه. ونأتي إلي الأخطر في الحادث، وهو صورة الضباط والجنود وهم متراسين جثامين والدماء علي ملابسهم، تلك الصورة التي خلفت براكين الحزن والغضب للمصريين ولكنها في ذات الوقت تركت في نفوس البعض صورة سلبية عن قواتنا، وهو ان كان حديث المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، فان الامر يحتاج الي مراجعة دقيقة لان الحادث وقع فجأة وفي لحظة إيمانية عميقة لا يمكن تصور انسان طبيعي يؤمن باي ديانة سماوية ان يستغلها لينفذ جريمة بهذه الخسة والندالة، الا ان الجريمة تحققت واستغل الفاعلون الامر للانتقام من قواتنا المسلحة وابنائها الذين يضحون بأنفسهم من اجل تراب هذا الوطن وحماية أراضي، ومن ثم اندهشت من تعليقات البعض علي الصور التي التقطت في اعقاب الحادث وكان من كتب هذه التعليقات ليس ابنا من أبناء هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا. لقد دكت القوات المسلحة حصون الإرهاب في سيناء في عملية منظمة تنم علي قدرات قتالية عالية لابنائنا فيها وذلك علي مدار اليومين الماضيين، واسفر هذا الدك عن تدمير حصون وقلاع الأعداء لتصبح ترابا تذروها الرياح، لكن لابد الا نتوقف عند حدود تدميرهم ولكن لابد من تدمير من وراءهم حتي ولو كانوا في اقصي الدنيا ونهايتها فأمن مصر لا يحدوه شئ وهو دوما علي رأس الأولويات، وايضا علينا التنبه لان سيناء في خطر وان هناك الكثيرين الطامعين فيها والراغبين في اجتزائها من مصر.