أحمد عبدالفتاح اثناء حواره مع »الأخبار« احمد عبدالفتاح "كوكتيل" من الخبرات في مجال الاثار يعتبر واحدا من اشهر الاثريين في مصر فهو خبير الاثار وعضو اللجنة الدائمة للاثار المصرية التابعة لوزارة الاثار.. ومدير عام متاحف وآثار الإسكندرية الاسبق.. وعضو مجلس إدارة متحف سيركوزا بصقلية واليوناني الروماني وعضو جمعية كفافيس اليونانية وعضو بالعديد من اللجان العلمية الاثرية بوزارة الاثار.. قام بالتنقيب عن الاثار في اماكن هامة بالاسكندرية والكشف عن جانب من الجبانة الغربية للاسكندرية القديمة بالورديان بجانب المواقع الاُثرية بالبحيرة ومطروح وسوهاج والاقصر، وشارك في مؤاتمرات عالمية في اثينا وبرلين ورما وباريس .. وقام بمرافقة معارض الآثار بكل من اليابان وبلجيكا في الاثار المصرية ومرافقة البعثات النمساوية والبلجيكية في الاقصر كان يرأسها اكبر علماء العالم في الاثار المصرية مثل مانفريد بيتاك دملينار.. واشرف علي البعثة اليوناية والفرنسية والامريكية.. كما انه من مؤسسي نادي الاثار بمعهد جوته الالماني بإشراف مديره السابق ثروت البحر.. وله العشرات من الكتب والمقالات والابحاث الاجنبية في مجلات مصرية وعالمية متخصصة في الاثار.. كما انه حظي بتقدير عالمي في هذا المجال فحصل علي وسام فارس من فرنسا وكذلك من ايطاليا من القنصلين الفرنسي والايطالي بالاسكندرية.. والذي لا يمنح إلا للشخصيات المميزة في مصر لتميزة في حقل الاثار المصرية بين البلدين.. من كل ذلك نجد ان الحوار معه سوف يكون مهما وهذا سيبدو واضحا من سير الاسئلة القادمة: ماذا عن وضع المتاحف بمصر وبالإسكندرية علي وجه الخصوص وما تحويه من كنوز حاليا؟ هناك مشكلة في متاحف الإسكندرية فالعمل شبه متوقف بمتحف الفيسفساء.. وبالنسبة للمتحف الروماني فلا يعرف احد متي سينتهي العمل فيه.. كما ان متحف المجوهرات مغلق لاسباب امنية.. لانه لايوجد مسئول يتحمل مسئولية عرض كنوز من الذهب والماس والبلاتين في الظروف الامنية الحالية.. فإذا كانت غرف عمليات قصر العيني تعرضت للهجوم فمابالنا بالكنوز.. وانا شخصيا ضد فكرة عرض المقتنيات الثمينة بهذا المتحف حاليا.. والتي لا تقدر بثمن ولكي يتم تقدير قيمتها نحتاج إلي لجنة من اكبر بيوت المجوهرات العالمية ومجموعة من كوكبة مؤرخي العصر الحديث من المصريين والاجانب.. وللامانة فسرقة ونهب كنوز محمد علي قد بدأت منذ ثورة يوليو.. بشكل قانوني وغير قانوني حيث تم بيعه في مزادات علنية تنافست عليها اكبر دورالمجوهرات العالمية وبيعت الكنوز دون استشارة الشعب المصري.. واذكر من اهم هذه الكنوز اثاث قصور المنتزة وعابدين.. وبيعت الملابس الداخلية للملك فاروق ذات الشعارالملكي بالخيوط الذهبية ب 4 صاغ للفانلة الواحدة.. كما تم بيع منظارتاريخي لنيلسون من ذكري معركة ابي قير بمبلغ 10 جنيهات.. ومن المفارقات ان الذي اشتراه عام 1954 تلقي عرضا قبل مغادرة القاعة ب100 الف ولكنه رفض.. وقد سمعت من عميد احدي الكليات الذي كان جارا لشقيقة عضو مجلس قيادة الثورة رحل مبكراعن كيفية خروج بعض الكنوز بطرق غير شرعية بسبب العلاقات الشخصية.. وقد اشار فيلم "رد قلبي" إلي هذا الموقف العبثي بمجوهرات الشعب المصري المصادرة في موقف غرامي "لعب دوره شكري سرحان مع مريم فخر الدين" عندما عرض الضابط علي الاميرة ان تحتفظ بما تشاء من المجوهرات ورغم انها تحفظت في الفيلم.. إلا انها في الواقع قد هربت بالكثيرمن المجوهرات في الواقع.. فقد فقدنا الكثير من كنوز محمد علي بالبيع الرسمي بدون تفويض من الشعب المصري.. ولم يطلب احد في مصر من مجلس قيادة الثورة اقامه هذا المزاد علي عكس ثورتي فرنسا وروسيا اللتين احتفظتا بكنوزهما رغم انها كانت ثورات دموية.. وكذلك فقدنا تاج الملكة "نازلي" وهناك طفاية السجائر الخاصة بالملك فاروق.. والتي بيعت في سويسرا ب27 الف دولار لوجود الحروف الاولي من اسم فاروق عليها.. كما كانت توجد وسائل اخري غير قانونية مثل الإهداءات.. حيث اطلق الضباط الاحرار ايديهم في العبث والإهداء لمقتنيات اسرة محمد علي بداء من قصر عابدين.. والذي دخله احد الضباط ووزع الطبنجات المسجلة في القصر علي الضباط المرافقين له كهدايا.. كما قام بنقل العهدة من علي صاحبها مساندة له.. كما استمرت الإهداءات في عهد عبد الناصر والسادات.. ولم يتم اقرار قانون الآثار الا في عهد مبارك (رقم 117 لعام 1983).. هو اول قانون يصدر في تاريخ مصر منذ عهد محمد علي لمنع الإهداءات او اقتسام الآثارمع البعثات الاجنبية.. كيف رأيت حوادث الهجوم علي المتاحف المصرية والاثار اثناء الثورة؟ وايضا اللجان الشعبية لحمايتها؟. اعتقادي الشخصي انها مدبرة ومنظمة من نفوس وضيعة.. تفتقر إلي الإنتماء لمصربشكل اساسي وليس لديها ضمير.. فلا يتخيل انسان انه يوجد مصري يرجع بتراثه للفراعنة وتطاوعه نفسه لان يقترب من اي اثرمصري ويمسه واعتقد ان سرقة المتحف المصري جريمة لا تقل عن جريمة موقعة الجمل.. والتي ان كانت تعرضت للارواح وهي مقدسة فان المتحف جريمة تعرضت لكيان مصر كله.. فلا يوجد في مصرشئ اخطر من مقتنيات المتحف المصري في رأيي الشخصي لان جوهر الحضارة المصرية كله المادي والمعنوي يوجد داخله وبنظرة للتاريخ نجد ان المتحف المصري في زمن الإحتلال البريطاني والسيطرة الاجنبية والمظاهرات 1919.. لم يفكر انسان في اقتحامه اطلاقا.. وهذا الإنتهاك احسسني شخصيا باقتراب يوم القيامة.. ولكن هذا ينقلنا إلي نقطة مهمة ما هي قوة تأمين المتاحف في مصر؟ مهما كان هناك تأمين للمتحف المصري.. فالكارثة في رأيي ان يهاجم المصري تاريخه واثاره.. فمتحف اللوفر لم يقترب منه احد أثناء الثورة الفرنسية.. ولدي هاجس ان بصمات جريمة المتحف المصري هي نفس بصمات جريمة متحف بغداد.. فغير متصور مشهد جنود امريكا دولة الحضارة التي تقدم المنح لحماية اثار العالم وجنودها يقتحمون متاحف بغداد وتدمر المناطق الاثرية هذه هي الشيزوفرنيا السياسية التي تحتاج لطبيب. هل تري لصعود التيارات الإسلامية تاثيرسلبي اوإيجابي علي وضع قطاع الآثار في مصر؟ لست قلقا من صعود اي تيار طالما انه يهدف الي بناء المواطن والانسان والترويج للحضارة الانسانية وانا اعرف واعلم بثقافتي كمسلم وقراءتي للقرآن وتفاسيره ان الله قد سخرالكون كله لخدمة البشرية والانسان.. كما انني ضد التعميم لانه يوجد العديد من التيارات الإسلامية المنقسمة في آرائها.. ولكن توجد حقيقة ثابتة يجب الاعتراف بها ان العرب والمسلمين حين قدموا إلي مصر اشادوا بآثارها ويجب ان نفرق بين التمثال والصنم.. ولدينا في القرآن الكريم آيات تحثنا علي السير في الارض.. ومشاهدة عاقبة الاولين وهذا لا يتحقق إلا بمشاهدة آثارهم.. وهذا بخلاف الاصنام التي كانت تقام بغرض العبادة وهذه الحقيقة تفتقد الي الجانب الفني الإبداعي.. اما آثار مصر فهي قطع من الفن والثقافة والعلم.. بغرض التزود بزاد نفسي وعقلي ضد مشاكل الحياة.. وايضا لمعرفة اخبار الاولين.. اما ما يثار عن القطع التي تخدش الحياء فهي موجودة فعلا.. ولكنها ليست للعرض العام حيث يتم وضعها بالمخازن للمتخصصين فقط وايضا لخدمة الاطباء وعلم التشريح وبعضها يتيح التعرف علي التطور البشري.. وبهذه المناسبة فهناك تمثال امام منطقة البحر"الشاطبي بالإسكندرية" يعتبرخادشا للحياء ولامغزي له وغير مناسب وهو يرصد اسطورة اغريقية للآله زيوس اثناء مشهد اغتصاب.. ومن الطريف ان هذا المشهد تم تنفيذه بإسلوب تجريدي فيه تضليل للمارة.. و لا افهم لماذا اختير هذا التمثال بالذات ووضعه في هذا المكان.. وهولا يحقق فائدة للثقافة اوالحس العام .. واقترح وضع بدلا منه.. التمثال المعتقد" لللآله إيزيس"والذي إنتشلته القوات البحرية عام 1961 وهو موجود حاليا بالمتحف البحري لانه يمثل الثقافة والتاريخ وبه رصانة ووقار.. مع وصول محمد مرسي لرئاسة مصروقرب تشكيل الحكومة الجديدة، ماذا تأمل لتطويرقطاع الاثار؟ الحقيقة لن اطالب الرئيس محمد مرسي وسوف ادخرها لوزير الآثار القادم فكفي مطالبات وفي الحقيقة لقد ازعجتني المظاهرات علي قصر الرئاسة.. لانه رمز للمصرين وبيت للدولة.. وعندما اشاهد هذه الحشود غير المسئولة.. امام هذا القصراشعر بالغيظ لانه ليس لدي سلطة وقوة لتفريقهم بالقوة.. وبماذا تنصح وزير الآثار الحالي؟ اطالب الوزير الجديد بترشيد العمالة بالمجلس الاعلي للآثار وتقسيم العمل بين العاملين واستكشاف الطاقات اللازمة لدفع عجلة الانتاج في حقل الاثار والاستغناء عن كل العناصر البشرية المعوقة.. وتوجد معايير موضوعية يمكن تطبيقها في حالة تفرغ الوزيرالجديد اسبوعا واحدا لطلب معرفة ماهي الاعمال المطلوبة لخدمة التراث وحجم العمالة اللازمة والتخصصات المطلوبة.