في بلد فيه كل هذه المساحات الزرقاء ثم نستورد أسماك مجمدة لنأكلها ، يبدو الأمر مثل الكاميرا الخفية .. كأنه مقلب سخيف لا نصدق حدوثه . لكنه يحدث . وفي بلد فيه كل هذه المساحات الصفراء من صحراء عميقة وبعيدة ومتسعة جدا .. ثم نشكو الظلام بسبب إنقطاع التيار الكهربي ، كاميرا خفية أيضا ! المساحات الصفراء في الكهرباء تعني شمس مصر القوية الجميلة بكل قدرتها علي توليد كهرباء رخيصة ونظيفة ، وتعني رياح تمنح كهرباء تسد الإحتياج . أكتب المقال والمناسبة ليس فقط وزارة جديدة بوزراء جدد نتصور ونتمني أن تكون بعقول جديدة ومختلفة ومتطورة وجريئة ، أنني أكتب علي ضؤ شمعة والكهرباء مقطوعة منذ ساعتين علي الأقل ، وعرفت من الفيس بوك أنني لست وحدي ، في كل بيت نور مقطوع علي مدار الساعة علي مدار الشهر ! العقول المختلفة يجب أن تمد يدها إلي كل مانملك من بحار ونيل وبحيرات لكي يصل نصيب الفرد في مصر : سمكة يوميا لكل مواطن ! وهو أمر يفسر بعد ذلك كيف يكون لدينا طعام صحي رخيص . والعقول الجريئة أيضا هو أن يتم إنارة مصر من آلاف الكيلو مترات الصحراوية بخلايا ضوئية تجعل الكهرباء مصدر نور ومصدر دخل لخزينة الدولة . العقول الضعيفة .. أصابعها مرتعشة ، لن توقع علي ورقة بأفكار جديدة ، وهذا خوفي ، وأتمني عقول مدهشة وأصابع جريئة تصنع من الأشياء التي نملكها ثروة ، الحكومة لديها فرصة تدخل التاريخ .. ولديها فرصة لتخرج أيضا ! أذكر الحكومة الجديدة أيضا أن الناس علي شعرة ، بما يعني أنها لن تصبر كثيرا علي هفوات أو نزوات أو أخطأ أو تأخر أو كسل أو إستهتار ، وفي نفس الوقت .. نفسها الناس يمكن أن ترفع أي شخص يعمل من اليوم بجدية وإخلاص وضمير فوق .. علي الأعناق . لن ينجح وزير يفكر بطريقة السنة الماضية .. نريد وزير يفكر بطريقة السنة الجديدة ، لا يخاف ولا يتردد ولا يمشي جنب الحيط ولا يترك عقله علي باب الوزارة قبل الدخول . الوزير الشجاع سوف يكتب مستقبله السياسي .. وسوف يكتسب شعبية قبلها وبعدها دعوات كثيرة . إنني أتمني أن يبدأ وزير الداخلية الجديد عصره بتغيير زي أفراد الشرطة .. علي الأقل ليشعر المواطن بشكل رمزي خلال الشهر الأول أن التغيير بدأ في كل الشوارع ، الرمز هنا مطلوب في إعادة الحالة والهيبة الأمنية ، وهي أحد الأفكار المهمة في شحن الأمان النفسي للمواطن . لست متفائلا بالحكومة الجديدة ، فالمزاج العام متشائم وأنا جزء منه ، لكن أدعو الله أن يخلف هشام قنديل ظني ، وليفعل يجب عليه أن يكون حازما حاسما سريعا متهورا مغامرا ، فهو في إحتياج إلي حماس الناس وإيمانهم بمعجزاته أكثر من إحتياجه إلي دراسات متأنية تعكس حكمة شاب في الأربعينات من عمره . كل يوم وكل ساعة محسوبة في نجاح هشام قنديل وفشله ، وأتمني له النجاح من كل قلبي ، وأتمني له أكثر أن يكون له قلبا جريئا وأن يدفع ثمن قبلوه الوزارة . فهذا المقعد قد جلس عليه من قبله عظماء لهم تاريخ ولهم إنجازات كبيرة ، فلماذا لا يفعلها ويسير عكس توقعات الناس له ، ادخل التاريخ من فضلك بقوة ، أمامك الإسبوع الأول .. قصير .. لكن إذا قررت أنت وحكومتك ألا تنام فيمكنك أن تجعل من الإسبوع .. سنة .