ثريا درويش كأن آلة الزمن تطيح بنا عكس التيار ويأحلامنا الوردية التي تمنيناها لمصر ما بعد 25 يناير .. فلم نثر ولم نضح بدماء زينة شبابنا حتي نعود للوراء آلاف السنين لما بعد عصر الظلمات والبلطجة والفوضي، .. زمن البقاء فيه للأقوي والأشرس.. لا نور ولا كهرباء ولانظافة ولا نظام ولاحتي قانون يحمي ويرسخ لبناء دولة مدنية عصرية حديثة! الشارع المصري في حالة غليان.. المائة يوم الأولي من البرنامج الانتخابي للرئيس محمد مرسي أوشكت علي الانتهاء.. والملفات الخمسة التي تعهدها محلك سرا!.. »الأمن« حدث ولاحرج وتلال القمامة تعلو وتمتد في كل حي وشارع وحارة متحدية خطة المائة! و المواطن الغلبان مجبر علي دفع فلوس القمامة المحملة علي فاتورة الكهرباء وإلا انقطع التيار والناس صيام والدنيا نار!.. وهو أيضا مضطر لدفع الشهرية »للبيه« الزبال المنزلي وتحمل سخافات ألاعيب كناسي الشوارع الذين تفوقوا علي بهلوانات مملكة الشحاتين! .. اما وزارة »قنديل« الجديدة فهي معضلة مثيرة للرعب والجدل! وسط هذه الغيوم والمطبات أطلق الرئيس حملته »وطن نظيف«.. والتي تحولنا جميعاً إلي كناسين.. نرفع القمامة ونزرع الشجر ونغسل الشوارع وعند اللزوم »نلمع الأكَر«!! وبنفس المنطق الاخواني نصبح جميعنا ايضا متهمين في قضية تفشي ظاهرة تكرار انقطاع الكهرباء!. فنحن من نفتح أجهزة التكييف ونحن من نستخدم الثلاجات والغسالات الكهربائية ونحن من نرفض »القلة« و»الزير« ونحن أيضا من نعرض عن استخدام الطشت والمروحة الخوص!! ولا عزاء للثورة وأحلام دولة العلم والازدهار.. وتحيا جمهورية التخلف العظمي وتعيش دولة الظلمات رغم أنف القرن ال 21.