سعىد اسماعىل الدكتور هشام قنديل، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، يذكرني بالدكتور عصام شرف، الذي تولي رئاسة الحكومة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ورحل عنها دون ان يترك خلفه أية علامة تدل علي انه كان موجودا!! لست اعرف علي وجه الدقة ما الذي يجعلني اربط بين الرجلين، رغم انني لا تربطني بهما معرفة شخصية.. ولكنه مجرد احساس في داخلي.. قد يكون من اسبابه ان كليهما وسيم، وهاديء، وصامت، ومهذب، وبلا تاريخ سياسي أو نضالي معروف.. وربما لأن ملامح كل منهما تدل علي انه لم يكن يحلم طوال حياته، بأنه من الممكن ان يصبح، في يوم من الايام، رئيسا لمجلس وزراء مصر المحروسة. علي أي حال، أنا اريد ان اكون متفائلا، وان يكون في اختيار الدكتور هشام قنديل لرئاسة الحكومة خير لمصر ولشعبها. وارجو الله صادقا ان يكون في عون هذا الرجل، وان يعينه علي مواجهة البلاوي التي تنتظره وان يتمكن من التغلب علي اكثرها .. واذا اتضح انه سيكون نسخة اخري من الدكتور شرف فمن السهل جدا اقالته، والبحث عن غيره!! ان الكلام الذي يتناثر الآن حول الصعوبات التي يواجهها الدكتور قنديل بسبب الصراع والتنازع بين جماعتي الاخوان والسلفيين علي بعض الحقائب الوزارية، لا يزعجني.. ولا يعنيني، ولا يعني المصريين ايضا ان يكون وزير التموين، أو الكهرباء، أو الصحة، اخوانيا، أو سلفيا، وانما الذي يعنيني ان يكون كل وزير مؤهلا للوزارة التي يتولاها، وان يعمل بكفاءة.. المهم ان ينتهي الرئيس المكلف من تشكيل حكومته، وان تبدأ هذه الحكومة عملها، فإن كل يوم يضيع في القال والقيل، فيه ضرر بالغ!! المهم ان تبدأ العجلة في الدوران، والمهم ايضا ان يعرف الجميع ان لا احد في استطاعته خداع الشعب، الذي لن يتردد في الاطاحة بكل من تسول له نفسه الانحراف عن الطريق السليم!!