كما كتب عنه اللورد رتل سفير بريطانيا بايطاليا في تلك الحقبة ان حسنين جمع بين التراث الروحي لشعبه وبين فهم الحياة الاوروبية وبخاصة الانجليزية وعلي الرغم من انه يفهمنا جيدا فإنه لم يفرط في شيء من تراثه الوطني وتعصبه لكل ما هو مصري، وقد قال له الملك فؤاد عندما كلفه بالاشراف علي الامير فاروق:- لم أجد خيرا منك لأئتمنه علي أعز ما املك. وقد كان لحسنين الفضل في التوفيق بين الملك فؤاد والزعيم سعد زغلول وايضا بين حزب الوفد وحزب الدستوريين. اما علاقاته بالسيدات فكانت لا تخرج قط عن المجاملات أو الزواج مرتين علي سُنة الله ورسوله. وقيل ان زواجه من كريمة الاميرة شويكار كان بهدف تحقيق طموحه وتطلعاته أي زواج مصلحة وهو أيضا ما كان يناقض الواقع تماما فقد كان زواجه عن حب عميق واحترام أما بلوغه المناصب الرفيعة فقد كانت انجازاته ودراساته وبطولاته وثقافته تؤهله للافضل دون جدال. فعندما كان سكرتيرا بالسفارة المصرية بواشنطن لدماثة خلقه وشهامته كان سفير مصر في ذلك الوقت سيف الله يسري باشا أول سفير مصري في تاريخ الولاياتالمتحدة يكلفه باصطحاب كريمته لطفييه ابنته من زوجته الاميرة شويكار للحفلات الرسمية والدبلوماسية وتطورت الامور الي ان تقدم احمد حسنين ليطلب الزواج منها وفي نفس الوقت كان هناك شاب ثان متقدم من اسرة نبيلة وبالغ الثراء فاختارت لطفييه يسري الزواج من احمد حسنين وكان زواج حب بكل ما تعنيه الكلمة وبعد سنين طويلة اخترقت الملكة نازلي حياة احمد حسنين باشا واخذت تطارده مما اثار غيرة وغضب لطفيية يسري فطلبت الطلاق وصممت فتم لها ما ارادته تلي ذلك زواج احمد حسنين العرفي من الملكة نازلي في سرية كاملة وبحضور وشهادة الشيخ المراغي شيخ الازهر في ذلك الوقت والذي وثق الزواج وعندما قتل احمد حسنين علي كوبري قصر النيل وبلغ الملك فاروق نبأ موته اسرع الي سكن احمد حسنين باشا ليأمر بفتح خزانته الشخصية وأخذ منها وثيقة الزواج العرفي ومزقها. وهناك احداث ومواقف قد يطويها النسيان أو يتم تجاهلها لكنها حدثت ومنها مثلا عمل أحمد حسنين اثناء توليه مهمة الاشراف علي نشأة وتعليم وصقل الامير ثم الملك فاروق علي تمكينه من اللغة العربية ليكون أول ملك لمصر يتحدث العربية بطلاقة كما كان يشجعه علي صلاة الجمعة وسط وأمام المواطنين ليروه مباشرة مما كان له اعمق الاثر في سنين ملكه الاولي وفي ابريل من عام الف وتسعمائة ثلاثة واربعين لم يتقبل احمد حسنين باشا بعض تصرفات الملك فقدم استقالته من رئاسة الديوان للملك والذي رفضها فورا في كتاب وجهه لاحمد باشا حسنين يوم الثاني والعشرين من ذات الشهر مع اشادته بخلق وافكار وشجاعة احمد حسنين وتفانيه في خدمة الوطن ومن الاهمية الاشارة الي ان الخادم الايطالي للملك والملقب ببولي واتباعه دخلوا حياة الملك فاروق بعد وفاة احمد حسنين فطالما كان احمد حسنين داخل القصر كان يراقب ويسيطر علي كل ما يمس حياة الملك وبالذات من يتعاملوا معه وعمل علي ان يكون كل المقربين للملك من الشخصيات المحترمة الوقورة والمحبوبة والا تكون هناك شائبة تمسهم حتي لا تؤثر علي شخص الملك وتصرفاته. وقبل وفاته بشهور دخل مساء يوم علي شقيقته السيدة/ عزيزة محمد حسنين قرينة المهندس النابغة حسن فتحي وكان منهكا من مهامه بالقصر الملكي وجلس وهو يردد أنا بشتغل دادة وكان يقصد التعامل مع الملك فاروق. فقد كان يراقب سلوكيات وتصرفات الملك أمام حاشية القصر والعامة ويعمل جاهدا علي توجيهه ونصحه لما فيه مصلحة العرش ومكانته الملكية. وعند وفاته قام المهندس/ حسن فتحي بتصميم وبناء مدفنه بقبة اسلامية قائمة الان علي طريق صلاح سالم أمام مشيخة الأزهر مباشرة وبداخلها ضريحه المبني بالرخام الابيض الرائع الجمال .