عاطف النمر ما كنت اتمني أن أنزلق لمستوي تفكير الجهلاء الذين خرجوا علينا من الكهوف، أو أخصص المساحة لفضح الحقد التاريخي الذي تفوح رائحته من افواه الاغبياء، ما كنت اتمني ان انشغل أو اشغل غيري بتفاهة مراهق من مواليد الثمانينات تدرب في صربيا مثل بقية اعضاء جماعة ابليس، اشتراه الشيطان بالمال والتمويل، متخلف ، ومتلون ، وجاهز لخدمة كل الشياطين، يردد نفس فحيح الحقد تجاه ثورة يوليو لأنه يجهل ما صنعت له ولأهله، دونها ما كان تعلم أو اصبح شيئا يذكر. ما كنت اتمني ذلك، لكني تلقيت رسالة اليكترونية ممن يطلقون علي انفسهم " الجالية المصرية في مصر " تتحدث عن الانجازات التاريخية التي صنعتها ديكتاتورية خالد الذكر جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو التي طالب الاقزام بعدم الاحتفال بها بمبرر انها تعيد احياء حكم العسكر. امثال هؤلاء الجهلاء لا يعرفون بالتأكيد ان محمد علي باشا باني مصر الحديثة كان في الاساس »جنرال«، لا يعرفون ان الجنرال ايزنهاور الذي حكم الولاياتالمتحدة من "1953 إلي 1961" كان اول قائد اعلي لقوات حلف الناتو، وهو من انهي الحرب الكورية، وهو من واصل الضغط علي الإتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وهو من أعاد تنظيم ميزانية الدفاع باتجاه الأسلحة النووية، وهو من أطلق سباق الفضاء، ووسع نظام الضمان الاجتماعي وبدء في إنشاء نظام الطرق السريعة بين الولايات، كل هذا نتاج جنرال، نفس الجهلاء لا يعلمون ان الجنرال شارل ديجول الذي حرر بلاده من النازية فاصبح اول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، والتاريخ لا ينسي ما قدمه لفرنسا من نقلة نوعية، لهذا الجهل يتطاول الاقزام علي ثورة يوليو التي قام بها ضباط احرار، وما حققته من نقلات نوعية في حياة الناس. عبد الناصر اتهم بالديكتاتورية من الذين فشلوا في اختطاف الثورة لحسابهم، وهم من طالبونا بعدم الاحتفال بها، لكن الشعب احتفل بثورته الام لعلهم يدركون المغزي والمعني، الرسالة التي وصلتني من "الجالية المصرية في مصر" ترد علي السنة الحقد قائلة " في عصر الديكتاتور عبد الناصر تساوي الفقير والغني، تساوت فرص التعليم والعلاج والسكن، تحققت العدالة الاجتماعية، بنينا السد العالي، ومجمع الحديد والصلب، ومصنع الألمونيوم، وقلعة الغزل والنسيج، في عصر الديكتاتورأممنا قناة السويس، بنينا التلفزيون، استاد ناصر الرياضي، برج القاهرة، اضفنا لمصر مدينة نصر، وكثير من المعالم التي نتغني بها، في عصر الديكتاتور تحققت النهضة الثقافية والفنية التي كتبت لمصر الريادة في مجال القوة الناعمة، في عصر الديكتاتور وصلنا لمعدل تنمية يعادل معدل التنمية الياباني، في عصر الديكتاتور اقتني المصري لأول مرة سيارة مصرية الصنع اسمها نصر، في عصر الديكتاتور بنينا 11 الف مسجد، اكثر من كل مابني منذ مجئ عمرو بن العاص لمصر، بنينا الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ومئات الكنائس، في عصر الديكتاتور تأمرت جماعات الرجعية الدينية مع القوي الاستعمارية لاجهاض مخططات التنمية التي كانت ستصل بمصر لمكانة تهدد القوي الاقليمية، فتم ضرب مشروع الصواريخ المصري، واغتيال علمائنا في مجال الذرة، واستدرج عبد الناصر لخطة الديك الرومي التي انتهت بنكسة 67، الديكتاتور عبد الناصر لم يسمح لاحد بالتجارة بالدين، لم تنكسر ارادة الشعب ولم تنهزم معنوياته، أصر علي علي السير وراء قائده لاستكمال مشوار التحرير الذي تحقق في 6 اكتوبر 1973 علي يد السادات احد ضباط ثورة يوليو، اذا كان عبد الناصر ديكتاتورا، فهو ديكتاتور وطني لم يخن وطنه وامته، لم يركع لماما أمريكا ، لم يركع لغير الله، ولم يتخل عن الكرامة. انتهت الرسالة التي تحمل الكثير من العبر لمن لا يعرفون معني الكرامة!