لاكتوبر الحب عاما فعام لاكتوبر الحرب حتي السلام هو الدرس درس استجابتنا للتحدي.. فإن لدي الهرم الاكبر السر في أننا امة لا تموت.. وشعب عن الثأر ليس ينام. بنفسجة في دمي سوف تبقي تذكرني انني حين شئت نهضت.. وحين نهضت امتطيت حصاني.. وحين امتطيت حصاني امتشقت الحسام. وقلت اذن هو عيش كريم يليق بفارس مصر.. فإن لم يتح لي فمن اجل مصر يموت الكرام. وقلت انا ذا يد في ذراع الارادة.. وقلت انا ذا فؤاد بصدر العزيمة.. قلت انا هو وعد يشد الخطي للأمام. أنا ابن الحضارة.. اول من وضع الشعر فوق شفاه الكلام. أنا منذ سبعة آلاف عام.. اقمت المعابد.. صليت لله عزَّ وجلَّ.. وخلَّيت للدين بين ضلوعي مقاما.. وفوق ربوعي مقام. انا منذ سبعة آلاف عام. رصدت النجوم.. وقست المسافات بين المواقيت.. قسمت بيني وبين الزمان المكان.. وكان المكان.. وكان الزمان قبيل وصولي إلي الارض محض هلام. انا سيد المدنية.. كان سواي يعاني ظلام الكهوف.. وكانت مصابيح قصري المنيف تضيء عروق الجرانيت فوق الجدار.. وفي الردهات تضيء الرخام. انا سيد المدنية.. كان سواي علي الشجر الاستوائي يقفز.. والنخل في صحن داري مستأنس.. والإوز اربيه في بركتي.. واربي علي نافذاتي الحمام. وحين يهلُّ عليّ الضيوف أطاعمهم حنطتي وشياهي وفاكهتي.. وأعيرهم السمع والود والاحترام. وحين يهددني الطامعون ابدل ثوبي.. وألبس سترتي العسكرية.. احمل قوسي بين يديَّ.. ومن فوق ظهري تطل السهام. وأقصد سيناء - بوابة الشرق - منها يجيء الذين يريدون موتي.. وموتي عزيز كموت الغمام. انا منذ سبعة آلاف عام.. اذود عن البيت والحقل والنهر.. والنهر يجري علي قدمي شرفتي بانتظام. هو النيل حين يود يصير دما نابضا في المعاصم.. يطلب من كفنا ان تلف علي عنق الغاصب الحق انشوطة الانتقام. ويحن يود يصير جداول رقراقة يتغني علي سيسبان شواطئها في الصباح اليمام. هو النيل ماءان للآن.. ماء حلال السقاية يشفي غليل الظماء.. وماء علي شفة الشاربين الدماء حرام. بنفسجة في دمي سوف تبقي.. تذكرني ان اكتوبر امتد من »قادش« عابرا »عين جالوت« منتشرا في تواريخنا كلها.. قاصدا حلمنا ساكن الغد في وطن بالعلا مستهام. فقد كان اكتوبر النقطة المركزية في دائرات انتصاراتنا.. كان فوق صدور الجنود بكل العهود الوسام المرصع فوق الوسام. وقد كان موسمنا.. تتفتح فيه البراعم عن ياسمين حدائقنا الباطنية.. يزكو شذاه المركز عبر المسام. وكنا بصحرائنا نشتكي العطشين وأكتوبر المتمدد في رمضان وراء قناة السويس بأوج الضحي مثلنا في صيام. ولكنه كان يضمر امرا عظيما.. فما الجوع عند الاسود سوي خطوة للوراء تحتمها قفزة الالتهام. كذلك ارسل اكتوبر الطائرات اللواتي بدأن افتتاحية الاقتحام. وبعد.. تدافعت المدفعية.. وانتشرت في الفلاة المشاة.. واكملت المعجزات المهام. تتابعت الريح عصفا فعصفا.. وصار علي السحب المثقلات بأنوائها الالتحام. وصارت خطوط العدو خيوط رماد.. وأطماعه في بلادي صارت دخانا تصاعد في الجو من جمرات الحطام. بنفسجة في دمي سوف تبقي.. تذكرني ان اكتوبر النصر نوط من الفضة العبقرية يلمع بين الحشا والعظام. بنفسجة في دمي سوف تبقي.. تذكرنا دائما دائما اننا حين شئنا عبور الهزيمة.. اخرجت الارض كل رؤوس المعابر.. وانهزم الانهزام لاكتوبر الحب عاما فعام. لأكتوبر الحرب حتي السلام. هو الدرس.. درس استجابتنا للتحدي.. فإن لدي الهرم الاكبر السرَّ في اننا امة لا تموت.. وشعب عن المجد ليس ينام.