جمال الغيطانى يمكن القول انه ما من بناء يشبه الآخر، سواء في المعابد المصرية القديمة، أو الكنائس. أو المساجد، لا يقتصر التنوع علي عصر معين، ولكن تلك سمة غالبة، حتي في العصور التي ساد فيها طراز واحد قادم مع المحتل، مثل الطراز العثماني، ثمة فرق بين مسجد السلحدار في شارع المعز أو مسجد محمد علي باشا في القلعة، الخاصيةالمصرية تتعلق بالابداع المصري وسماته، في استانبول نجد معظم المساجد الكبري مثل السلطان احمد والسليمانية وغيرهما طرزا مستنسخة من الاصل، كنيسة ايا صوفيا. خاصة فيما يتعلق بالقباب. في مصر القديمة تتشابه الاهرام في الخطوط العامة لكنها تختلف في الاحجام والزوايا والهيئة العامة، اما المعابد فلكل منها شخصيته المختلفة رغم المباديء الحاكمة، مثل الواجهة الضخمة الماثلة ان الواجهة أول عناصر الخصوصية المعمارية المصرية، سواء كانت واجهة معبد، أو واجهة قصر. وقد وصلت الي عصرنا واجهات متكاملة، بل تكاد تكون سليمة، اهمها واجهة معبد الاقصر. وكان أمامه مسلتان، الآن توجد واحدة فقط، اما الاخري فتقوم في ميدان الكونكورد، مركز باريس وقلبها، الواجهة الاخري التي اقف امامها متأثرا، متأملا، واجهة معبد هابو في الاقصر، اتأمل مهابتها والمكان المخصص للعلم فوق المدخل، علمان لكل منهما صاري يرتكز الي حفرة دائرية، معبد هابو شيده آخر فراعنة مصر العظام الذي حارب غزوات ضخمة شنت من شعوب البحر، ويحتفظ المعبد بلوحة ضخمة لعلها الاعظم في تاريخ الانسانية عن فظائع الحرب. انها أقدم من جرنيكا بيكاسو، لوحته الشهيرة عن الحرب الاهلية الاسبانية 6391 الجدارية المصرية أقدم بحوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، والغريب انها مجهولة. لم يلتفت اليها احد لا من الفنانين ولا من الاثريين، هناك واجهة الدير البحري القائمة حتي الآن، ثم واجهة معبد ابيدوس والتي تظهر شيئا فشيئا للانسان المتقدم علي الدرج الفسيح صوب المعبد، اتذكر الواجهات العظمي في مصر القديمة كلما وقفت امام واجهة الكنيسة المعلقة، أو واجهة السلطان حسن الشاهقة، أو المسجد الازهر المنمنمة بأشجار ماتزال تحتفظ بألوانها، الواجهة في العمارة المصرية فاتحة البناء وأوله.