مازال مسئولو إتحاد الكرة متمسكين بتلابيب الامل في عودة النشاط الكروي خلال هذا الصيف ، فعلي الرغم من الموقف القاطع والحاسم لوزارة الداخلية برفض إستئناف النشاط في الوقت الحالي نظرا للظروف غير المستقرة التي تمر بها البلاد ، إلا أن محاولات المسئولين بالجبلاية لم تهدأ أو تتوقف ، وكان اخر هذه المحاولات إتخاذ مجموعة من القرارات في الاجتماع الذي عقد أمس الاول وحضره ممثلو عشرة أندية من الدوري الممتاز ، وكان علي رأس هذه القرارات أو التوصيات علي حد وصف المهندس عامر حسين عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة المسابقات هي عودة النشاط يوم 26 أغسطس المقبل بمباراة السوبر المحلي بين الأهلي وإنبي ، فيما يعود الدوري بموسمه الجديد (2012 / 2013 ) إعتبارا من 7 سبتمبر القادم ، وأوصي الاجتماع أيضا بأن تلعب جميع المباريات علي القوات المسلحة بعد الحصول علي موافقتها ، فيما تقام بدون جمهور علي أن يتم السماح التدريجي للجماهير بحضور المباريات بحيث يسمح في البدايات بحضور نسبة قليلة من الجماهير لا تزيد عن الخمسة بالمائة من العدد المسموح بدخوله الملعب ثم يزيد العدد بشكل متدرج في المباريات التالية ، كما أوصي الاجتماع بأن تتولي تأمين الملاعب شركة أمن خاصة سيتم التعاقد معها خلال الايام القادمة .. وفي ذات السياق إتخذ الاجتماع مجموعة من التوصيات الاخري التي ترمي لنفس الهدف ، حيث تم الاتفاق علي تخصيص نسبة من عائد هذه المباريات تدفعها الاندية إلي قوات الداخلية التي ستشارك في تأمين المباريات ، فيما تخصص نسبة أخري من العائد توجه إلي أسر ضحايا حادث ستاد بورسعيد الذي وقع في الاول من فبراير الماضي علي هامش مباراة المصري والاهلي بالاسبوع السابع عشر للدوري الممتاز .. وفي نهاية الاجتماع إتفق الحضور علي عقد اللقاء بشكل منتظم في الثلاثاء الاول من كل شهر . والذي لا شك فيه أن الجهد الذي يبذله مسئولو الاتحاد من أجل عودة النشاط الكروي هو عمل طيب يستحقون عليه الشكر والثناء خاصة وأن عودة النشاط باتت مطلبا يرجوه مئات الالوف ممن توقفت أحوالهم المعيشية بتوقف النشاط ، لكن يبدو أن هذه الرغبة المحمومة أعمت البعض عن إتخاذ القرار الحكيم خاصة إذا ما علمنا أن هناك توصيتين من جملة التوصيات التي إتخذت في الاجتماع تتضمن تخصيص نسبة من عوائد المباريات توجه لقوات الامن التابعة لوزارة الداخلية ، وأخري توجه إلي أسر ضحايا حادث ستاد بورسعيد ، فهذه النسب التي لم يتم تحديد حجمها أو مبرر إنفاقها ستوقع الاتحاد في الغلط عندما يفسرالبعض ذلك بالرشوة المدعمة بأوراق رسمية ، فالجميع يعلم أن العقبتين الحقيقيتين اللتين تقفان حائلا أمام الاتحاد دون عودة الدوري هما الداخلية وأسر ضحايا ستاد بورسعيد ومن يقف خلفهم من جماهير الالتراس ، فالداخلية التي هي صاحبة القرار في عودة النشاط أو لا سبق وأعلنت موقفها بالرفض القاطع لإقامة أي نشاط كروي في الوقت الراهن، ولم يطرأ أي جديد في موقفها الرافض ، وكون أن يعلن مسئولو الجبلاية أنهم سيخصصون نسبة من عوائد المباريات لرجال الامن الذين سيكلفون بتأمين الملاعب يدل علي أن مسئولي الجبلاية قرروا تغيير التكتيك ولغة الحوار باستخدام الاغراءات المادية وهو تصرف سيساء فهمه خاصة إذا ما تراجعت الداخلية عن موقفها ووافقت علي إقامة النشاط والمشاركة في تأمين المباريات .. كذلك الحال بالنسبة لأسر ضحايا مذبحة بورسعيد والذين يقف خلفهم عشرات الالاف من جماهير الالتراس وهم الذين إقتحموا مران الاهلي مؤخرا إعتراضا علي التراخي في القصاص من المجرمين الذين تسببوا في مقتل أكثر من سبعين مشجعا أهلاويا، ومعروف أن أسر الضحايا ومعهم جماهير الالتراس كانت ولازالت رافضة لعودة النشاط المحلي قبل القصاص وهي إن كانت موافقة علي لعب المباريات الافريقية فلأنها تعلم بالعقوبات التي يمكن أن توقع علي الاندية المصرية في حال عدم اللعب وهذه موافقة علي مضض ، أما بالنسبة للنشاط المحلي فقد أعلنت عن رفضها التام لعودته قبل أن يتم القصاص، وعليه فإن موقف إتحاد الكرة بتخصيص نسبة لهم لن يكون له معني عند الناس سوي محاولة إسترضاء الالتراس عن طريق أسر الضحايا خاصة أن الحادث وقع قبل ستة أشهر وليس قريبا .. ثم يبقي الاخطر من ذلك هو أن توصية الاتحاد بتخصيص نسبة لأسر الضحايا لم يتحدد بمدة معينة وترك الامر مفتوحا بما يعني إمكانية إلغائه بمجرد تحقق الهدف وإنتظام النشاط ..