بعد الفحص، والتمحيص، عثر مخبرو الصحيفة الفرنسية BAKCHICH علي معلومات خطيرة تدين وزير الهجرة »إريك بيسون« إذا صحت طبعاً في قضية استغلال النفوذ والتربح من المال العام! سارع صاحب ومدير تحرير الصحيفة الأسبوعية بنشر هذه المعلومات في الصفحة الأولي وبعناوين مثيرة. تقول معلومات »بقشيش« أن الوزير »إريك« تزوج من الطالبة التونسية »ياسمين« يوم 12سبتمبر، وطارا إلي المدينة الساحلية الإيطالية »نابولي«، وقال مكتبه إن زيارة الوزير تستغرق يومين فقط 17و18سبتمبر وتأتي تلبية لدعوة خاصة سبق الاتفاق عليها منذ فترة! الصحيفة »المشاغبة« لم تقتنع بكلام مدير المكتب. وأكدت أن الزيارة كانت خاصة فعلاً، لأنها كانت »شهر عسل إريك وياسمين« علي حساب »صاحب المخل«.. أي ميزانية وزارة الهجرة. ليس هذا فقط، بل أضافت الصحيفة مؤكدة أن الوزير أمر باصطحاب اثنين من ضباط الأمن المخصصين لحراسته خلال رحلة »شهر العسل« في مدينة نابولي. قائمة »الاتهامات« كانت متعددة. نشرت الصحيفة صوراً التقطتها بالفيديو داخل المطار وتعرض مشاهد لوصول »الوفد الصغير« الوزير إريك و عروسه ياسمين، وضابطا الأمن حيث استقبلتهم أمام مدخل المطار مندوبة شركة »إير فرانس«، وتقدمتهم لإفساح الطريق إلي مدخل الطائرة دون المرور علي مكاتب استقبال شركة الطيران لتأكيد الحجز و تسليم بطاقات الصعود إلي الطائرة! واهتمت الصحيفة بإبراز صورة لرجلي الأمن علقت عليها قائلة: »الوزير الذي حوّل ضباط حراسته إلي حاملي حقائبه وحقائب زوجته«! في مساء الخميس 23 سبتمبر عشية توزيع العدد الجديد من الصحيفة علي أكشاك البيع تلقي صاحب ومدير تحرير الصحيفة مكالمات تليفونية، و رسائل إلكترونية، من مكتب الوزير وتتضمن صوراً ل »أدلة«، و»وثائق«، و »مخالصات«، و»إشعارات«، و »ايصالات« كلها تؤكد .. ومن الآخر أن »سيادة الوزير دفع من جيبه، وحر ماله، كل تكاليف رحلة شهر العسل«! وبعد دقائق تلقي »نيقولا بو« مالك الصحيفة ومديرها مكالمة من نائب مدير مكتب الوزير، الذي أقنعه بالحضور إلي الوزارة للاطلاع بنفسه علي أصول الوثائق التي تثبت سلامة كل الإجراءات التي اتخذها الوزير خلال زيارته لنابولي. و رحب الصحفي باللقاء، مؤكداً أنه باحث عن الحقيقة، وليس بوقاً لترديد الشائعات. وفي المكتب الملحق بمكتب وزير الهجرة الفرنسي، إلتقي »نيقولا بو« مع مسئول المكتب الذي عرض عليه ما لديه من قصاصات وأوراق وفواتير، إلاّ أن الصحفي لم يبد إقتناعاً بما جاء فيها، وأعلن أن لديه ردوداً كثيرة علي معظمها! تكهرب جو المقابلة.. وغادر المسئول مكتبه لدقائق، ثم عاد ليقترح علي ضيفه مقابلة الوزير ليتناقش معه فيما يراه. وفي المكتب الكبير إلتقي الرجلان، ولاحظ الصحفي أن الوزير كان متجهماً، غاضباً، ولا علاقة للصفتين ب »الدبلوماسية الوزارية« المتعارف عليها، حتي وإن كانت مفتعلة ومظهرية! بدأ الوزير »إريك بيسون« حديثه، مشيراً بإصبعه في اتجاه الصحفي، قائلاً: [حسناً.. أظن أنك تيقنت الآن من الحقيقة. وأنتظر منك أن تبث بعد 5 دقائق من مغادرتك مكتبي تكذيباً لما نشرته علي موقع صحيفتك]. ورغم خشونة ما قاله الوزير، واستمرار ظهور جديته المشوبة بعلامات الحنق والغضب إلاّ أن الصحفي رد بلامبالاة قائلاً: [ التكذيب ليس وارداً بمثل هذه البساطة. فالأوراق أمامي تحتاج إلي دراستها، والتأكد من سلامتها بواسطة الخبراء]. قبل أن ينتهي »بو« من جملته كان الوزير قد استشاط غضباً، ورد صارخاً ومهدداً: [ اخرج فوراً من هنا، وإلاّ سأصفعك علي وجهك]. بهدوء غريب، مصطنع.. أجاب صاحب صحيفة BAK CHICH برفضه مغادرة مبني الوزارة إلاّ بعد سماع إجابات علي أسئلته، فما كان من الوزير إلا أن ضاعف من صراخه وهرّول موظفو مكتبه كبارهم قبل صغارهم ليأمرهم بحمل الصحفي والإلقاء به خارج المبني! وللحكاية نهاية نتابعها غداً.