أعتقد انه من الضروري مشاركة الشباب في تشكيل المؤسسة الحكومية أو الرئاسية لفتح آفاق جديدة أمام هذا الجيل الذي كان سببا في هذه الثورة المباركة وتهيئته لتحمل المسئولية الوطنية والمشاركة في صناعة القرار. انظر حولك لتجد مجلس الشعب الذي انتخبه أكثر من ثلاثين مليون مصري وأنفق علي عملية انتخابه الملايين وقد أصبح أعضاؤه خارج البرلمان بعد حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان ثم انظر إلي الجهة الأخري لتجد مجلس الشوري وقد بات هو الآخر مهددا بالحل لنفس السبب الذي حل من أجله مجلس الشعب ثم تذكر أن هناك جمعية تأسيسية كان قد شكلها أعضاء البرلمان وقد حكم القضاء بحلها لسبب قانوني ثم شاهد الجمعية التأسيسية الحالية وقد باتت هي الأخري مهددة بالحل لنفس السبب الذي بسببه حلت الجمعية التأسيسية السابقة وحينما تشاهد ذلك كله تجد ان من خطط لهذه المسيرة كان شعاره: (الحل هو الحل). حول الحكومة الجديدة أتذكر حينما تولي الدكتور كمال الجنزوري رئاسة مجلس الوزراء قوبل باعتراضات كبيرة من بعض القوي الثورية التي كانت تنادي بمجلس رئاسي مدني وخرجت بعض الحشود إلي ميدان التحرير تنادي بذلك وقد رشحت لهذا المجلس بعض الشخصيات التي تمثل التيارات السياسية المختلفة وقوبل هذا أيضا بالرفض من قبل المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين وعين الدكتور الجنزوري بالفعل رئيسا للوزراء وحدثت أحداث مجلس الوزراء (المؤسفة) وخرج الدكتور الجنزوري ليؤكد انه رئيس وزراء بصلاحيات رئيس الجمهورية وبعدها بفترة بدأ الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين من جهة وحكومة الدكتور الجنزوري من جهة وبررت الأولي أسباب اعتراضها علي الحكومة بأنها أي الحكومة لا تساعد الي إنجاح البرلمان وتعوق مسيرة عمل البرلمان مما يحرجه أمام الرأي العام ويقلل من شعبيته. وزاد الصراع اشتعالا يوما بعد يوم حتي جاء موضوع الموازنة العامة وعدم حضور رئيس الوزراء أمام البرلمان.. وجاءت الانتخابات الرئاسية ونجح الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية وتوقع الجميع أن يقوم السيد الرئيس بتغيير الحكومة فورا إلا أن ذلك لم يحدث وبالسرعة التي كان يتوقعها البعض الأمر الذي جعل البعض يتساءل: هل هناك صراع بين مؤسسة الرئاسة والمجلس العسكري حول تشكيل الحكومة؟ وهل هناك خلاف حول الشخصية التي من المفترض أن تحل مكان الدكتور الجنزوري؟ وهل هناك خلاف حول المرشحين للوزارات السيادية كالدفاع والداخلية والإعلام؟.. الخ وفي تحليلي الشخصي انه من غير المستبعد بالفعل أن يكون هناك صراع بين مؤسسة الرئاسة والمجلس العسكري حول كل هذه الأمور وإن كان الظاهر يبوح بغير هذا، كما انه من غير المستبعد أيضا أن يكون التأخير سببه محاولة الوصول إلي صياغة ترضي جميع الأطراف بمن فيهم الأحزاب والقوي السياسية التي يطمع البعض منها في وزارات بعينها وحصة كل حزب أو تيار في الوزارة القادمة مع اني متأكد انه لن يرضي أي حزب عن الوزارة القادمة وعن حصته فيها.. وسنشاهد ذلك بمجرد الاعلان عن التشكيلة الوزارية.. ولابد أن نشير هنا إلي أن هناك من يتخوف من أن يكون التأخير سببه محاولة تمرير تشكيلة وزارية تخدم مصالح جماعة الإخوان وتخالف ما اتفق عليه مسبقا جميع القوي والأحزاب وفي النهاية يبقي لنا أن نقول أولا: ان الابقاء علي الحكومة الحالية حتي نهاية شهر رمضان المبارك قد يكون أمرا مناسبا وتفرضه الظروف حتي لا يحدث أي تخبط أو فوضي لم يعد الإنسان البسيط قادرا علي تحملها. ثانيا: لابد أن ندرك جميعا ان الحكومة التي سيشكلها الدكتور محمد مرسي ستكون بمثابة التحدي الكبير الذي يستطيع من خلالها السيد الرئيس تحقيق برنامجه وأهدافه. ثالثا: أيضا لابد أن نكون علي يقين من أن كل الأحزاب والقوي التي ستشارك في الحكومة القادمة سيقع عليها عبء كبير ومسئولية جسيمة عليها ان تتحملها لتساعد في الخروج من الأزمة. رابعا: أتمني ألا يحدث عراك سياسي وإعلامي واعتراضات علي الحكومة القادمة بدون مبررات لذلك والبعد عن المهارات السياسية والإعلامية التي لا تهدف إلا إلي تعجيز السيد الرئيس في إنجاز مهامه. خامسا: أتمني علي المؤسسة الرئاسية ألا تخلف وعدها الذي قطعته علي نفسها بتشكيل حكومة ائتلافية لا تسيطر عليها قوة معينة أو أغلبية تيار بعينه لانه إن حدث ذلك ستكون هناك اعتراضات كبيرة وصخب اعتقد أننا لسنا بحاجة إليهما الآن. سادسا: أتمني علي المؤسسة الرئاسية كذلك أن تخرج ببيان تبين فيه السبب الحقيقي لتأخير تغيير الحكومة وما إذا كانت هذه الحكومة مستمرة في عملها أم لا ولأي مدة ستتم وترد فيه علي الشائعات التي صاحبت هذا الموضوع حتي يطمئن الناس وتستقر الأمور وتتضح الرؤية. سابعا: أعتقد انه من الضروري مشاركة الشباب في تشكيل المؤسسة الحكومية أو الرئاسية لفتح آفاق جديدة أمام هذا الجيل الذي كان سببا في هذه الثورة المباركة وتهيئته لتحمل المسئولية الوطنية والمشاركة في صناعة القرار. أفريقيا أمن قومي هل جاءت زيارة الدكتور محمد مرسي لدولة أثيوبيا لتجبر الجرح الأليم الذي عانت منه العلاقات المصرية الافريقية بفضل تجاهل النظام السابق لهذه القارة السمراء التي من منابع نيلها يشرب الشعب المصري وهل مجرد الزيارة أو المشاركة في أحد المؤتمرات كفيلة بأن تحقق التكامل وتصحح المسار أم أننا بحاجة إلي فتح آفاق جديدة للعمل والتكامل في كل المجالات وخصوصا المجال الاقتصادي، أعتقد ان الاقتصاد هو البوابة الحقيقية لهذه القارة الفقيرة التي يعاني أهلها من الجوع والأمراض بدليل ان إسرائيل حينما أرادت أو حاولت ومازالت تحاول أن تفرض هيمنتها علي هذه القارة بدأت بدعم بعض هذه الدول ماديا والمشاركة الاقتصادية معها ومن هنا نجحت ولو إلي حد معقول في بناء جسور تواصل حقيقية فيما بينهما وأيضا الوقيعة التي حدثت بين الشعب السوداني في الشمال من ناحية والجنوب من ناحية أخري استثمرت فيها القوي المعادية من الغرب وإسرائيل الجانب الاقتصادي علي اعتبار ان الجنوب السوداني هو مصدر الثروة النفطية في السودان والأمر الذي أقنع الجنوب السوداني بالتمرد حتي وصل إلي الانفصال الكامل واستقلاله عن شماله السودان بدولة مستقلة جديدة. والخطر الذي يكمن في قارة افريقيا إذا استحوذت بالفعل إسرائيل وسيطرت علي مراكز الحكم فيها لا يقل عن خطر احتلال سيناء لأنها ستحتل منابع النيل الذي يساوي الحياة بالنسبة لمصر والمصريين ومن هنا لا ينبغي أن نقصر العلاقات مع دول حوض النيل علي تبادل الزيارات والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات فقط وإنما يجب أن تبني مصر علاقات قوية وجديدة مع هذه الدول علي أساس اقتصادي وأن تحارب مصر إسرائيل بنفس السلاح في دول المنبع من خلال إقامة مشروعات عملاقة وفتح أسواق تجارية لها في مصر واستثمارات مصرية كبيرة في هذه الدول وهنا فالمسئولية لا تقع علي كاهل الحكومة فقط وإنما هي مسئولية الحكومة ورجال الأعمال المصريين في نفس الوقت ولا يقول أحد إن مصر أولي باستثمار رجال الأعمال المصريين فيها لأنه اذا كان الاستثمار في مصر مهم فالاستثمار في افريقيا لا يقل أهمية لأن افريقيا بالنسبة لمصر »أمن قومي« ومحاربة النفوذ والهيمنة الإسرائيلية في هذه الدول فرض علي القادر وجهاد في سبيل الوطن. أهلا رمضان اليوم هو اليوم الأول من شهر رمضان أعاده الله علينا وعلي الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات.. وقد جاء هذا الشهر الفضيل في هذا التوقيت الذي نحتاج فيه بالفعل الي طاقة روحية وايمانية لتطمئن قلوبنا بعد فزع وخوف استمر عدة اشهر ولقد جعل الله تبارك وتعالي هذا الشهر الفضيل وسيلة يصل المسلم بالصوم فيه الي تقوي رب العالمين سبحانه وتعالي لذلك قال الله تعالي »يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون« وتقوي الله معناها واسع عظيم قال عنها الامام علي كرم الله وجهه »التقوي هي الرضا بالقليل والخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل«. وعرفها بعض العلماء بأنها: التوكل والقناعة والورع واليقين. وعلينا ان نعلم اننا لن نصل الي هذه المنزلة بالامتناع عن الطعام والشراب فقط وإنما بالصوم عما حرم الله سبحانه وتعالي حقيقة والبعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالي »رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش« واذا كنا نريد ان نستثمر هذه الايام بما يزيد املا وامنا علينا ان نخلع الدنيا من قلوبنا وان نحاول البعد عن الجدل والجدال والخلافات التي لا تزيدنا الا أرقا ولا تزيد قلوبنا إلا فزعا »انما اهلك من كان قبلكم كثرة جدالهم واختلافهم علي انبيائهم« وفي رمضان لاتنسوا اخوانكم الفقراء والايتام ولاتنسوا الارامل والمرضي والذين ليس لهم عائل فما جعل رمضان إلا لتشعر بما يعانيه هؤلاء طوال العام وأوصيكم ونفسي بتلاوة القرآن وتدبره والصلاة والصبر والتحلي بمكارم الاخلاق! وكل عام وأنتم بخير.