العجوز: أعترف وقد بلغت من العمر عتيا... واشتعل مني الرأس شيبا... أنني علي غير وفاق مع رمضان... أخشاه... أتعجل أيامه حتي تمر سراعا... أشعر خلاله أنني أعود كما ولدتني أمي غير بريئ من الخطايا... لكني عريان تترصدني عيون الآخرين... ومن قبلها عين الله... تحسب حركاتي... سكناتي... حتي نظراتي التي اعتادت الذهاب وراء هذه وتلك... كلماتي التي كثيرا ما خاضت في أعراض بعضهن... يداي التي طالما سطرت كلمات النفاق للبعض... وتسترت اكثر علي ذنوب البعض الاخر... كثيرون... ربما أنا... وقد تكون أنت... وآخرون لن يصيبنا من صيامنا سوي الجوع والعطش... والذنوب أيضا ! . العجوز : مع تكبيرات فجر أول أيام الشهر الكريم... هل امتنعت رغبة ورهبة عن طعامك وشرابك وشهوتك... ومعها هؤلاء ؟!... هل أقنعت نفسك أن تقلع قبل الطعام والشراب - خلال ذلك الشهر علي الاقل - عن اختلاس النظرات الي هذه وتلك ؟!... هل عف لسانك عن نهش أعراض حتي من كنت قبل ثوان تبادله السلام وربما القبلات الحارة ؟!... هل اعطيت نفسك اجازة ولو لشهر فقط عن نفاق رئيسك ؟!... هل اغلقت درج "العطايا " الموارب بمكتبك " لزوم " تخليص المصالح ؟!... هل توقفت عن مد عينيك الي ما متع الله به غيرك ؟!... هل صام قلبك عن الحقد والغل والحسد ؟! . الشاب : اتمني... لكن ليس كل ما يتمناه " المسلم " يدركه !!!