طاهر قابىل يقال انه بعد نجاح ثورة 23 يوليو والتي نحتفل بعد ايام بالذكري الستين لها ذهب مندوب خاص عن مجلس قيادة الثورة الي السفير الامريكي وابلغه رسالة مضمونها "ان النظام القديم قد سقط .. وان نظاما ثوريا جديدا قد قام..وان النظام الجديد يستهدف تحقيق الاماني الوطنية للشعب المصري ".. وبعد اشهر قليلة قام الامريكان بتعيين "هنري بايرود" ذي الخلفية العسكرية سفيرا بالقاهرة حتي يستطيع التعامل مع عبد الناصر ورفاقه . كما رحب الامريكان بثورة 25 يناير.. رحبوا بثورة23 يوليو وقاموا بدعمها وكانوا سببا رئيسيا في وقف العدوان الثلاتي علي مصر.. وانتهي "شهر العسل" عندما شرعنا في بناء السد العالي وتضاربت المصالح.. ولم يكن من قبيل "الصدفة "ان غيرت امريكا سفيرها بالقاهرة بسفير ذي خلفية عسكرية في اعقاب ثورة يوليو .. ولم يكن من قبيل "الصدفة" ايضا ان تغير امريكا سفيرتها بالقاهرة عقب "ثورة يناير" وتأتي لنا بسفيرة كانت اخر خدمتها في "باكستان".. فالسفيرة الامريكية »آن باترسون« والتي تبلغ 63 عاما متزوجة من دبلوماسي وعسكري امريكي متقاعد.. ويطلق عليها البعض "قاذفة اللهب" وقد بدأت عملها كدبلوماسية في الخارجية الامريكية عام 73 .. ويقال انها عملت بقسم ذي صلة بالنشاط الاستخباراتي .. كما قضت 4 سنوات بالسفارة الامريكية بالسعودية ..ثم اصبحت مبعوثا لامريكا لدي الاممالمتحدة.. وعادت لتعمل سفيرة في السلفادور و كولومبيا.. ثم في باكستان حتي منتصف عام 2010.. واعطيت "ملف مصر" بعد ايام من ثورة يناير! الغريب ان "باترسون " قد صاحبتها تقلبات سياسية واغتيالات في البلاد التي خدمت فيها.. فقد شهدت فترة خدمتها في "اسلام اباد"اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة "بنظير بوتو" .. واستقالة الرئيس الباكستاني "برويز مشرف" وخروجه من السلطة بعد تخلي واشنطن عنه .. ووصول "آصف علي زرداري" للحكم بطريقة سلمية وبعيدا عن الانقلابات العسكرية التي اعتادت عليها إسلام آباد..ويقال إنها أداة رئيسية لإقامة إعلام مواز لإعلام الدولة التي تتواجد بها يعتمد علي الدعم الامريكي وينحصر دوره في زعزعة الاستقرار وإحداث البلبلة وعمل توترات دبلوماسية .. وانها رمز للغرور والعنجهية الامريكية حيث تتعامل بتعال شديد وقسوة مع من يعارض أو ينتقد السياسة الامريكية.. ويقال ايضا انها خبيرة باختراق ساحات البلاد المضيفة.. وتستغل اية وقائع وتوظفها في إطار قضية سياسية! كان اخر ابتكارات "باترسون" لقاؤها بقيادات حزب النور "السلفي".. والذي قال عنه نادر بكار المتحدث الرسمي باسم الحزب ان "باترسون" اهتمت بمعرفة ترشيحات الحزب للمناصب الوزارية في الحكومة القادمة وانهم اكدوا لها عدم رغبتهم في تولي حقيبتي الداخلية والتعليم.. وإنهم يركزون علي ثلاث أو أربع حقائب اخري ..كما اهتمت بمعرفة رؤية الحزب للوضع الحالي وتصوره للعلاقة بين الرئيس مرسي والمجلس العسكري والتطورات الخاصة بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور.. وعن مستقبل الاستثمارات الأجنبية والمشاريع التجارية المشتركة.. وقال بكار انهم أكدوا لها حرصهم علي إقرار وتدعيم الاستقرار.. والحفاظ علي المؤسسات المصرية وفي مقدمتها القضاء ومؤسسة الرئاسة.. وأنهم يسعون لتغليب المصلحة الوطنية علي أي مصالح أخري.. واضاف أن قيادات الحزب تأكد لديها أن الأطراف الغربية تبحث عن مصلحتها فقط. هل من المعقول ان تأتي لنا أمريكا "بقاذفة اللهب" لتصول وتجول وتتدخل في كل "شاردة وواردة" حتي الاعلان الدستوري المكمل وحل واعادة مجلس الشعب .. وتزور وتلتقي من تشاء!