يا د. مرسي مصر "لايصة وهايصة وغايبة عن الوعي" ولاأحد يدري ماذا ينتظرنا غدا.. فالتخبط هو سيد الموقف،واللغو هو اللغة الوحيدة المتفق عليها بين كل الرفاق والفرقاء، وعلي كل المستويات، وأيامك ال100 الموعودة تتسلل من بين يديك لتكون لنا كشعب" ظمآن" سرابا يُمنّينا بوجود الماء في صحراء الوطن، والذي ما أن نقطع الطريق زاحفين إليه نكتشف حقيقة عدم وجوده علي الإطلاق، فيظل الظمآن ظمآنا والجائع جائعا والوطن خواء! وفي هذا الوقت الحرج الذي تضطرب فيه كل أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبدلا من أن تُطمئننا سيادتك علي مصيرنا الوطني، فتعلن لنا مانشيتات الصحافة وشاشات الفضائيات أنك انكببت علي العمل من أجل إعلاننا بتشكيل حكومتك ورئيسها ووزرائها، وأنك تتدارس كل الخطوات الممكنة لاستعادة ما فات الوطن، إذا بك تتجه في موكبك الحاشد في صحبة السيدة الفاضلة حرمك ، وإذا بك شخصيا تستمتع بصحبتها الأسرية إلي حيث نشتاق جميعا للذهاب لزيارة البيت الحرام، علي حين تغرق كل الأسر المصرية في خضم التخبط والحيرة والإحباط لأنك لم تضع أيا منا بعد علي طريق خارطة الأمل! إذا فقد اختار د. مرسي مزايا الكرسي قبل مهام الكرسي، واختارت زوجته الفاضلة مسار الموكب والمواكبة في وقت قياسي، بما فصح أيضا عن رغبة طموحة ومتلهفة في التكويش علي مزايا البيت الرئاسي، وهو أمر ليس مستغربا ! سيدي الرئيس.. بيتنا كان هو الأولي بالترتيب، فالمعارك بين أرفع مؤسسات الدولة قائمة علي قدم وساق، والاقتصاد مُتعثر، والمجالس البرلمانية في حالة من الهزال القانوني، والمجالس المحلية مُنحلة، والإعلام متصارع،والميادين تعج بالمظاهرات، والفوضي تنذر بنذيرها المشئوم، والشعب مكلوم، والشباب عاطلون، والسلاح أصبح تجارة الشارع الرائجة والتي تُخرج لسانها للأمن، وأنت علي متن طائرتك الرئاسية تنظر إلينا من عل في السماء.. ونحن تعصف بنا الزلازل علي الأرض.. وأنت تسعي للقرب من أشقائك من الجيران، وتترك أمك مصر تموت من الجوع والخوف والبرد في بيتك! سيدي الرئيس.. مايعوزه البيت يحرم علي الجامع، وكان الأولي لك فالأولي أن تهتم بسقف بيتك أولا، لا أن تضرب به وبنا عرض الحائط، كان الأولي بك أولا أن تطأ قدمك الأحياء العشوائية والمهمشة لتتباحث مع أهلها وأهلك، عن كيفية توجهك لهم وخطتك لاحتضانك إياهم، وكيف سترفع عن كاهلهم أعباء الفقر والمرض والبؤس والبطالة، قبل أن تطأ قدمك أرض باقي الأوطان،! سيدي الرئيس.. العلاقات بين أهل الوطن الواحد أهم من العلاقات الثنائية، وترتيب أوراق البيت أهم من ترتيب ملفات بيوت الجيران، وأنا وأخويا نبني الوطن ، ثم بعدها نحن وأبناء عمومتنا، نشيد أسواره، ثم لماذا ترضي بأن تتضاءل قيمتنا بين الأمم فتغادر إلي بلاد العالم، دون أن تستريح أولا في مجالس الوطن ! مصر أهم ، بل هي الأهم والأهم علي الإطلاق، وهي التي من أجلها انتخبناك، وأنت جئت لتدير أولا شئوننا الداخلية، وتضع حدا للصراع علي السلطات في بلدنا، وترسي قواعد بناء الوطن، وتوضح لنا خطة عملك الآنية والمستقبلية، وتنفذ لنا برنامجك الذي أعددته سابقا لوضع مصر علي طريق المستقبل،و لتبدأ فورا في معالجة القضايا الخمس الأولي التي وضعتها علي أولوية أجندتك التنفيذية ووعدتنا بأن نري نتائجها في ال100يوم الأولي من حكمك، ولتعيد لمصر إحساسها ببدايات الاستقرار والأمن والآمان للشارع المصري! سيدي الرئيس.. هنيئا لك الزيارة، وهنيئا لك ولحرمك الفاضلة العُمرة.. ومن فضلك لاتنسنا ومصر بالدعاء! مسك الكلام.. لو كان الخليفة عمر بن الخطاب يعيش بيننا.. لأمر الوالي د. مرسي بالجلوس أولا والاستقرار علي كرسي الرئاسة لا كرسي الطائرة الرئاسية!