أنا آسف اني اقولها صريحة وأنا في غاية الألم والضيق إن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس تأخرت كثيرا!! واصدقكم القول انني لا أري سببا أو مبررا واحدا مقنعا لتأخير هذه المصالحة خاصة ان مصر قامت بجهود كبيرة جدا لإزالة الخلاف بين حركتي المقاومة الفلسطينيتين الكبيرتين وتحقيق المصالحة بينهما. واستطيع القول ان مصر لم تدخر جهدا لتحقيق المصالحة.. فقد استضافت ممثلين عن حركتي فتح وحماس وممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية في نطاق جهودها لإزالة الخلاف وتحقيق المصالحة.. واقول ايضا ان جهود مصر لتحقيق هذه الغاية هي محل تقدير واعتزاز جميع ابناء الشعب الفلسطيني داخل الوطن الفلسطيني وخارجه، كما هي موضع تقدير من كل الاشقاء العرب ومن اصدقاء الفلسطينيين. لهذا، فنحن مطالبون بالتجاوب مع جهود مصر لتجاوز خلافاتنا مهما بلغت وتحقيق المصالحة دون تأخير أو تباطؤ - حتي لا يلومنا احد - والعودة لنفس الخندق الذي كنا نتمرس فيه دائما علي قلب رجل واحد، وتحت قيادة فلسطينية واحدة يجمعنا هدف فلسطيني واحد وهو انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الوطن. واذا كنا نطالب بإلحاح شديد بتجاوز خلافاتنا وتحقيق المصالحة دون تباطؤ أو تأخير، فلأن المستفيد الوحيد من خلافاتنا وانقسامنا هو الاحتلال، ولأن الاعتداءات والاخطار الاسرائيلية في تزايد مستمر. وأنا اظن ان لا احد منا يوافق علي استمرار المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس، او استيلاء سلطات الاحتلال علي المزيد من الاراضي الفلسطينية واقامة المزيد من المستوطنات واستمرار حصار قطاع غزة. كما ان لا احد منا يقبل باستمرار تدفق المستوطنين واستفزازاتهم، أو قيام الجرافات الاسرائيلية بتجريف وتخريب بيارات الموالح وبساتين الفاكهة وكروم التين والزيتون والعنب وتدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني. أخيرا.. فنحن نناشد المسئولين في الحركتين - فتح وحماس - وكل من له تأثير من الفصائل الاخري أو من المستقلين العمل علي انهاء كل الخلافات وتحقيق المصالحة والوقوف موقفا فلسطينيا موحدا وحازما في مواجهة التحديات والاخطار الاسرائيلية.