محمد إمام خلف الله اكدت تطورات الاحداث في الآونة الأخيرة علي حقيقتين أفرزهما المشهد السياسي المصري.. وتناولتهما وسائل الاعلام المحلية والدولية بالتحليل والدراسة والنقد.. بعد ان استحوذنا علي اهتمامات الرأي العام في الداخل والخارج. الاولي.. الهالة الاعلامية التي صاحبت تولي الرئيس المنتخب محمد مرسي رئاسة الجمهورية الثانية بدون ان يسعي إليها وهو أمر طبيعي لمكانة مصر وترقب العالم لتطورات الاحداث شغفه في معرفة شخصية الرئيس القادم ودوره في تحقيق المستقبل الواعد لمصر وشعبها وتأثير ذلك علي الخريطة السياسية في العالم العربي والاسلامي والافريقي والدولي عقب نجاح ثورة 52 يناير.. ولكن اللافت للأمر ان هذه الحملات الاعلامية قد بالغت في حملاتها الاعلامية لتغطية اخبار الرئيس وعائلته ونشأته واقواله وافعاله وسيرته الذاتية وتحليل خطبه السياسية التي وصفها المراقبون بأنها تطمينية الامر الذي زاد من مخاوف الرأي العام في ان تنجح الآلة الاعلامية المحلية والدولية في صنع زعيم جديد وليس رئيسا تنعقد عليه الكثير من الآمال من قبل شعبه ووطنه لتحقيق مستقبل واعد وأفضل من الجمهورية الاولي. وفي هذا الخصوص يقع علي عاتق المتحدث الاعلامي لمؤسسة الرئاسة وجهازها الاعلامي مسئوليات جسام بما يتناسب وطبيعة المرحلة الحالية من خلال تفعيل دورها الاعلامي وتحديث لغة التخاطب والتصريحات خاصة مع وسائل الاعلام الاجنبية المقيمة والزائرة.. وخير مثال علي ذلك ما اذاعته مؤخرا وكالة الانباء الألمانية حول نجل الرئيس الجديد. الحقيقة الثانية هي موقعة الهايكستب التي تم خلالها تسليم السلطة من المجلس العسكري لاول رئيس مدني منتخب للجمهورية الثانية في 03 يونيو 2102 وهو اليوم الذي سيقف امامه التاريخ طويلا ليسجل بأحرف من نور وفاء العهد من قبل جيش مصر لشعبها ورئيسها في اول سابقة من نوعها في تاريخ الثورات الحديثة خاصة بعد ان تحمل المجلس العسكري الذي تولي إدارة البلاد منذ قيام ثورة 52 يناير وحتي هذا اليوم التاريخي الكثير من الاهانات والتجريح والتخوين من قبل القوي الثورية والتيارات الدينية والسياسية حول مصداقيته في تسليم السلطة وانه لن يسلمها وسيظل متمسكا بها للابد حتي لو اضطر الي تزوير الانتخابات في سبيل ألا يحصل عليها الاخوان المسلمون وانتشرت الشائعات التي تدعم ذلك حتي قبل إعلان النتائج بساعات قليلة. وفي هذا السياق سبق ان اكد كاتب المقال ومعه الكثير من الكتاب الشرفاء بايمان الجيش بتسليم السلطة لاول رئيس مدني منتخب حتي تتحقق اهداف الثورة ومبادئها بالرغم من الاحداث التي مرت بها المرحلة الانتقالية.. ونجاح اعداء مصر في الداخل والخارج في اختراق الجبهة الداخلية وتصدير شعار يسقط حكم العسكر لشباب مصر المتحمس لثورته والذي لم يدرك مدي عظمة وقيمة جيشه الذي يحتل المرتبة العاشرة في العالم من بين جيوش العالم وأقواها. من خلال هذا المنطلق نجح الرئيس المنتخب محمد مرسي في فهم دور المجلس العسكري والقوات المسلحة في ادارة البلاد أثناء المرحلة الانتقالية ودخل موقعة الهايكستب وخرج منها منتصراً بتضامنه مع جيش مصر وقادته وجنوده. معربا لهم امام العالم اجمع وعلي الهواء مباشرة بأنهم خير اجناد الارض ولا يملك لهم إلا التحية والتقدير موجها بذلك صفعة قوية لاعداء مصر في الداخل والخارج.. ولا يتبقي بعد اعتراف الرئيس الجديد بدور القوات المسلحة سوي ان تتقدم كل القوي السياسية والشعبية بالاعتذار وتقديم التحية والتقدير والاحترام لقادة مصر العسكريين وجنودهم الاوفياء.. وهذا ليس منَّا منهم ولكن الاعتراف بالحق واجب.