انطلقت امس الاحتفالات الرسمية بالذكري الخمسين لاستقلال الجزائر بعرض فني حضره الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعدد من الدبلوماسيين والسياسيين ورجال الإعلام يجسد ملحمة تاريخ الجزائر بمركز الفنون بمنطقة سيدي فرج الواقعة غرب الجزائر العاصمة. ونشرت السلطات الجزائرية مئة ألف شرطي في جميع أنحاء البلاد لتأمين الاحتفالات التي ستشمل جميع الولايات البالغ عددها 48 ولاية.وتم اعلان حالة استنفار قصوي خاصة في ولايات الجنوب بعد تزايد التهديدات الإرهابية نتيجة تدهور الأوضاع في شمال مالي بعد سيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة علي عدة مدن.من جانبه, هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجزائر في رسالة بمناسبة الذكري الخمسين لاستقلالها، مشيرا إلي دورها في "المكافحة الشاملة للإرهاب". وبعد خمسين عاما من الاستقلال لاتزال المشاكل عالقة بين الجزائروفرنسا. فالجزائر تريد من فرنسا الاعتذار عن "الرق الاستعماري" وقتل مئات الآلاف ممن ناضلوا من أجل الاستقلال طوال عشرات السنين. في حين تواجه فرنسا جالية كبيرة من أصحاب الأصول الجزائرية تجد صعوبة في الاندماج مع المجتمع الفرنسي. وفي ظل هذه المشكلات تبرز مسألة الأرشيف الوطني المفقود لتغطية خلاف بين البلدين. ولم تخرج فرنسا من الجزائر بعد أكثر من قرن من الاحتلال خالية الوفاض. فقد حمل الجنود الفرنسيون معهم قطعا فنية وكتبا وخرائط تاريخية وهو تراث وطني ما زال موجودا في فرنسا حتي اليوم وتقول الجزائر إن علي القوة الاستعمارية السابقة إعادته.وقال عبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري إن نظراءه في فرنسا عرضوا حلا وسطا وهو السماح للجزائر بالحصول علي نسخ من الأشياء المتنازع عليها في حالة تخليها عن المطالب باسترجاعها لكنه رفض.