اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان أعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد. وقال جان ماري جيهينو نائب المبعوث الدولي والعربي الي سوريا كوفي عنان ان مستوي العنف في سوريا وصل او تجاوز المستويات التي شهدتها سوريا قبل اعلان اتفاق وقف اطلاق النار في 12 ابريل الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان ان وتيرة العنف في سوريا بلغت مستويات قياسية مع سقوط قتلي بمعدل مائة شخص يوميا خلال شهر يونيو الجاري، وأشار الي ان الاسبوع الاخير هو الاكثر دموية بين اسابيع الثورة السورية إذ قتل خلاله 916 شخصا. فقد حذرت لجنة التحقيق الدولية في تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان من ان وضع حقوق الانسان في سوريا يتدهور سريعا وان الأزمة تتطور في بعض المناطق الي "نزاع مسلح غير دولي" مع تكثف اعمال العنف الطائفية، منددة بتصاعد العنف رغم وجود مراقبي الاممالمتحدة. وقالت انه تم ارتكاب انتهاكات فادحة لحقوق الانسان، ونددت باعمال العنف الجنسية التي ارتكبتها قوات الحكومة السورية و"الشبيحة" الموالين للنظام. وقال الخبراء الذين يغطي تقريرهم الفترة الممتدة من فبراير الي يونيو " انهم غير قادرين في الوقت الراهن علي تحديد هوية المسئولين عن مجزرة الحولة التي وقعت في مايو الماضي لكنها تعتبر ان القوات الموالية للحكومة يمكن ان تكون مسئولة عن العديد من قتلي المجزرة. وقال الخبراء ان الوضع قابل للتفاقم اكثر في الاشهر القادمة نتيجة لتدفق أسلحة وذخيرة جديدة. وقال المحققون إن قوات الحكومة السورية ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان بما في ذلك إعدامات في شتي انحاء البلاد "علي نطاق مثير للقلق" خلال العمليات العسكرية علي مدار الشهور الثلاثة الأخيرة. واعربوا عن قلق كبير من استخدام مقاتلي المعارضة للأطفال لحمل المرضي وفي المراسلات وكطهاة وهو الأمر الذي يعرضهم لخطر الوفاة والإصابة. وتعمل اللجنة علي تحديث قائمة سرية لمرتكبي اعمال العنف لاستخدامها المحتمل ضمن آلية للعدالة الجنائية في المستقبل. من جانبه، انسحب فيصل خباز حموي مندوب سوريا من جلسة المجلس معتبرا ان الجلسة "مسيسة بشكل فاضح". في الوقت نفسه، دعا المبعوث الدولي كوفي عنان الي عقد اجتماع بشأن سوريا في جنيف علي مستوي الوزراء السبت المقبل بهدف إنهاء العنف والاتفاق علي مبادئ "انتقال سياسي بقيادة سورية". واوضح عنان انه دعا وزراء خارجية القوي الخمس الكبري وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة، بالاضافة الي تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر لكنه لم يشر الي ايران. واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن املها في ان يكون الاجتماع نقطة تحول في الأزمة، وقال مسئول بالخارجية الامريكية ان كلينتون ستتباحث علي الارجح في المسالة مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف غدا الجمعة في سانت بطرسبورج الروسية. في سياق اخر، اعلنت قبرص استعدادها لتنظيم عمليات اجلاء الرعايا الاجانب من سوريا بالتنسيق مع نظرائها الاوروبيين، في حين أعلنت تركيا انه لا نية لديها لمهاجمة سوريا التي اسقطت احدي طائراتها لكنها تعهدت بالرد بأقوي شكل علي اي عمل عدواني يستهدفها. ميدانيا، قالت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا إن مسلحين اقتحموا بوابات مقر قناة الإخبارية الموالية للحكومة أمس وفجروا مباني وقتلوا بالرصاص ثلاثة موظفين في أحد أكثر الهجمات جرأة علي رمز من رموز الدولة، في حين قال ناشطون ان عناصر منشقة عن الحرس الجمهوري نفذت الهجوم. وذكرت وكالة الاسوشيتد برس ان الهجوم اسفر عن مقتل سبعة موظفين واختطاف اخرين.من جانبه، حمل وزير الاعلام السوري مسئولية الهجوم لأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ومجلس الجامعة "الذي اتخذ قرارا ضد البث التلفزيوني السوري".