نحمد الله ان هيأ لمصر بقدرته ورحمته عز وجل إتمام جميع الإجراءات الخاصة بالانتخابات الرئاسية علي خير، وحال بحكمته دون وقوع ما كان يخشاه البعض، وروج له البعض الآخر، من أحداث عنف تهدد أمن البلاد وسلامتها، وتطيح باستقرارها، في ظل حالة القلق والتوتر والاحتقان التي كانت سائدة طوال فترة انتخابات الإعادة بصفة عامة، وقبيل إعلان النتيجة بصفة خاصة. وبعد الإقرار بفضل الله ورحمته بهذا الوطن، نتضرع للرحمن أن تظل مصر آمنة مطمئنة، ونؤكد علي انه لا بد من الإقرار الواضح بحق كل المصريين بالفخر بما أنجزوه، وما قاموا به من أداء رائع طوال العملية الانتخابية وصولا الي إعلان النتائج، وما تبعها من احترامهم الكامل لما قررته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وفقا لما جاءت به عمليات فرز الأصوات التي انتهت بفوز الدكتور مرسي،..، والموقف الحضاري العظيم لكل الفرقاء بالقبول التام بالنتيجة، والترحيب بالفائز رئيسا لكل المصريين، وهو ما جعل الحدث عرسا حقيقيا للديمقراطية. وإذا كنا جميعا قد هنأنا الدكتور مرسي بفوزه في الانتخابات، وتمنينا له التوفيق في حمله الثقيل، ومهمته الجسيمة، ومسئولياته الضخمة، وطلبنا ونطلب من الله عزت قدرته، ان يوفقه في مسعاه وعمله لخير البلاد وصالح العباد،..، فإننا نطلب من مرسي أن يكون عادلاً في مسعاه وعمله، دون تفرقة بين مؤيد ومعارض، ودون تمييز بين المنتمين للإخوان المسلمين أو غيرهم، باعتباره رئيسا لكل أبناء الوطن، وباعتبارنا جميعا إخوانا مصريين متساوين في الحقوق والواجبات علي اساس المواطنة وفي ظل سيادة القانون وتطبيق العدالة. وفي هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن، تفرض علينا أمانة الكلمة وصدق المقصد ان نوجه تحية كبيرة وواجبة للجنة العليا للانتخابات، التي تحملت الكثير من العنت والتشكيك، وترفعت عن الكثير من السخافات ومحاولات النيل منها وأدت واجبها علي الوجه الأكمل، بكل السمو والرفعة وبضمير القاضي النزيه، واضعة في اعتبارها رضا الله سبحانه وتعالي، وثقة الشعب فيها، دون التفات الي تهديد أو وعيد، ودون اكتراث بسفاهة السفهاء. كما نوجه شكرا مستحقا، وتحية واجبة، لقواتنا المسلحة الباسلة، ومجلسها الأعلي، الذي تولي مسئولية ادارة وحماية البلاد في هذه الظروف العصيبة، وفي ظل تعقيدات صعبة، وتحديات جسام، وكان علي مستوي المسئولية التاريخية التي أنيطت به، وأثبت كدأبه دائماً أنه عند حسن ظن الشعب به، وعلي قدر ثقة الأمة فيه، رغم تحمله الكثير والكثير من الاتهامات والادعاءات الباطلة، الا أنه كان كما وعد علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية، واضعا نصب عينيه في كل لحظة الحفاظ علي سلامة الوطن، وإعلاء كلمة الشعب وتحقيق إرادة الأمة. ونواصل غداً إن شاء الله.