ألقت احداث و توابع ثورة 25 يناير وسباق الانتخابات الرئاسية بظلالها علي واقع المجتمع المصري وكشفت عن حجم العنف الذي يسكن الشعب المصري، رغم انه معروف عن المواطن المصري طيبته وتسامحه، ولكن الاحداث المؤسفة علي مدار عام ونصف العام منذ اندلاع ثورة 25 يناير من عنف جرائم ، كشفت عن قطاع كبير من الشعب المصري تجمع شخصيته بين الخير والشر، مثل رواية د.جيكل ومستر هايد للاديب الاسكتلندي روبرت لويس التي تناولت الصراع بين الخير والشر داخل النفس البشرية ، من خلال د. جيكل الطبيب الطيب بالنهار، والسيد هايد الشرير المجرم بالليل ، استدعيت من ذاكرتي هذه الرواية وانا اشاهد هذا الكم من بعض الناس يظهرون غير ما يبطنون، ويكرهون الاخر اي اخر طالما يتعارض مع مصالحهم، وهذا النوع من البشر سرعان ما ينكشف، ويسقط القناع، عندما يقصون الاخر، وتذكرت مقولة ابراهام لنكولن"انك قد تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ،ولكنك لاتستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت، ويبقي تساؤل مهم ما الذي جعل الشخصية المصرية تصبح اكثر عنفا ، واكتسبت سمات جديدة من الانانية والفردية ، والانكفاء علي الذات، وانحدار اخلاقي، فكيف جرؤ المصري علي قتل اخيه ، وهل اصبحت الثورة هي نقطة تحول والشماعة التي نعلق عليها اخطاءنا وهي التي غيرت نسيج وخصائص الشعب المصري.