مبادرة رائعة من قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الفنان صلاح المليجي.. ان يصدر القطاع كتابا تحت هذا الاسم الجميل الدال علي معان كثيرة كامنة في هذا المتن الاكثر من رائع والفريد من نوعه للناقد المحترف محمد كمال، وهو صاحب فكرة تحويل الكتالوج الي كتاب حتي يتسني للمتلقي من القراء والمهتمين بالابداع الفني ان يقتنيه من المنافذ الخاصة بذلك، وفكرة الاصدار هي اختيار عدد من الفنانين كل عام لتكريمهم من خلال اصدار سنوي يكلف به احد النقاد. وهذه بادرة نحي الدكتور صلاح المليجي عليها والتي نتمني ان تستمر من خلال مشروع متكامل يوضع له معايير يستعين بها الناقد عند طرحه اسماء الفنانين دون الاخلال بالاطار العام للمشروع، ويقع الكتاب في 331 صفحة من القطع المتوسط، ويضم سبعة فنانين تم اختيارهم من قبل القطاع، ويتضح من الاسماء المختارة للفنانين غياب المعايير والدال علي ذلك ان الحركة الفنية التشكيلية في مصر غنية بالمبدعين الامر الذي كان ييسر عملية الاختيار بشكل افضل من ناحية قوام التجربة وتأثيرها. وهذا المعيار بطبيعة الحال سيضع شرطا هاما وهو العمر الزمني للفنان، فأري اختيار هذه المجموعة لا يحقق قيمة معيارية للاسترشاد بها في الاصدارات القادمة فهناك من الفنانين الذين يستحقون التكريم مثال عمر النجدي، رمزي مصطفي، صالح رضا، صبحي جرجس، ومن الراحلين الحسين فوزي عبدالله جوهر وعز الدين حمودة ومحمود عبدالله.. الخ.، لذا يجب ترسيخ مرجعية معيارية يتحقق من خلالها هذا المشروع الهام، وهناك ملاحظة في غاية الاهمية وهي ان الكتاب لا يحمل رقم ايداع. وهذا يؤثر عليه كإصدار موثق اجرائيا سيستعين به الباحثن والدراسون وغيرهم لذا سيصبح مجرد كتالوج من الناحية الاجرائية العلمية، وايضا غياب تقديم للقطاع افقد الكتاب شيئا مهما جدا وهو »طرح الفكرة« بالاضافة الي الاصدار لا يحمل سوي اسم القطاع في الغلاف الخلفي. لذا يستوجب علي القطاع ان يفتخر بهذا الكتاب ويقدمه للجمهور المتعطش.. ليتابع المشروع فيما بعد، محمد كمال يحمل رؤية وثقافة مكنون فيهما جين الوطن بمعناه الشامل، لذا كان اختياره لاسم الكتاب »السنابل المضيئة« اطلالة نقدية علي سبعة من رموز الحركة التشكيلية، ويقول بالمقدمة »تظل الحركات الثقافية دائما« متمايزة الطاقات والمواهب والانجازات تبعا للناموس الكوني القائم علي التنوع المعرفي. وفي هذا الاطار نستطيع ان نراها علي المستوي الكلي وليس الجزئي المحدود، بيد أن هذا لا يمنعنا من الاعتراف بان هناك قيما ثقافية وابداعية رفيعة القدر يشيد علي اكتافها معمار الحركات التي تحتويها، عبر مساحات زمنية ممتدة تفرز معاييرها بين الفينة والاخري.. بما يجعل المزيفيين يسقطون من ثقوب غربال المشهد. الفنانون هم »عبدالغني الشال، محمد صبري، كمال الجويلي، ممدوح عمار، محمد طه حسين، عبدالهادي الوشاحي محمد رياض سعيد استطاع الناقد المحترف محمد كمال بحرفية وثقافية عالية ان يختزل العمر الزمني لتجربة ومشوار كل فنان في سياق مبدع وسلس، واستطاع إحكام العقل في الربط بين هذه الرموز فكريا وابداعيا.. وهذه عملية معملية في عمق الذاكرة البصرية للناقد محمد كمال. ليست من السهولة تحقيقها، وجمال النص والمفردات واللغة حولت النص الي حالة وجدانية ذهنية جاذبة تعادل صور الاعمال الفنية في قيمتها.