ادلي الناخبون اليونانيون البالغ عددهم 9.9 مليون ناخب باصواتهم في انتخابات تشريعية قد تحدث زلزالا في منطقة اليورو. وتعد هذه الانتخابات وهي الثانية في ستة أسابيع والأهم منذ نحو 40 عاما, بمثابة استفتاء علي الشروط العقابية التي حددتها جهات الاقراض الدولية كثمن لانقاذ اليونان من الافلاس وهي زيادات ضريبية ضخمة وتسريح لموظفين وتخفيضات في الرواتب مما ساعد علي الحكم علي اليونانيين بخمس سنوات من الركود السياسي. وتشهد الانتخابات سباقا متقاربا يصعب التكهن بنتائجه ويمكن ان تؤدي الي خروج اليونان من العملة الاوروبية الموحدة مما يعصف باليورو ويثير الاضطراب في الاسواق المالية العالمية. وتتراوح السيناريوهات الممكنة لليونان ومنطقة اليورو بين الاسوأ الي الاقل سوءا. يتمثل السيناريو الاول في التخلي عن اليورو وهو سيناريو كارثي وذلك في حال فوز الحزب اليساري المتطرف "سيريزا" بالاغلبية. ويرغب زعيم الحزب الكسيس تسيبراس الذي يعارض بشدة خطوات التقشف التي فرضتها الجهات المانحة في اعادة التفاوض حول هذه الخطة التي وضعت مقابل الحصول علي مساعدة مالية.اما السيناريو الثاني فهو تخفيف خطة التقشف وذلك اذا تم تشكيل حكومة يمينية بقيادة حزب الديمقراطية الجديدة او حكومة وحدة وطنية بقيادة شخصية توافقية يشارك فيها حزب باسوك الاشتراكي. اما السيناريو الثالث ويتمثل في تطبيق الاصلاحات والبقاء في اليورو وهو سيناريو مثالي حيث تطبق اثينا الاجراءات التقشفية التي تطالب بها الجهات المانحة وستنجح الحكومة اليونانية بمرور الاعوام في تأمين استقرار اقتصاد البلاد. واكد زعيم حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ انطونيس ساماراس بعد الادلاء بصوته ان "عصرا جديدا" يبدأ في اليونان بعد الاقتراع. اما تسيبراس فيأمل في تبني برنامج يركز علي اعادة تأميم الموارد واعادة توزيعها، بدلا من برنامج الاصلاح الذي اقره البرلمان في فبراير الماضي . و اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل علي ضرورة ان ينتخب اليونانيون اغلبية تحترم تعهدات البلاد المتعلقة بالاجراءات التقشفية.وفي اجواء من الاستقطاب الحاد، تعني هذه التصريحات دعما لساماراس. من جهتها، اكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد انه "من المهم استئناف الحوار اعتبارا من الاسبوع المقبل" مع اثينا". وشددت علي ضرورة االعودة الي العمل بعد اسابيع من الفراغ السياسي منذ الانتخابات السابقة التي جرت في السادس من مايو ولم تسمح لاي حزب بتحقيق اغلبية. اما رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر فقد دعا اليونانيين الي ان "يدركوا التأثير المدمر" لخروج بلدهم من منطقة اليورو ومن الاتحاد الاوروبي. من جهة اخري, تفرض أزمة الديون الأوروبية من جديد نفسها علي قمة مجموعة العشرين التي ستعقد اليوم في المكسيك. ويأمل الرئيس الامريكي باراك اوباما ان يطرح شركاؤه الاوروبيون بشكل موسع خلال القمة الاستراتيجية التي يعتزمون اتباعها في مواجهة ازمة منطقة اليورو التي قد تهدد حظوظه في الفوز بولاية جديدة في حال انتقال تداعياتها الي الولاياتالمتحدة. علي صعيد اخر, ذكرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية نقلا عن مقترح وزعته فرنسا قبل قمة اوروبية في نهاية الشهر الجاري ان باريس تريد من الاتحاد الاوروبي الاتفاق قبل نهاية هذا العام علي اجراءات لتعزيز النمو قيمتها 120 مليار يورو.